موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّامِنَ عَشَرَ: زينُ الدِّينِ الرَّازي (ت بعد: 666هـ)


أبو عبدِ اللهِ زَينُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ أبي بكرِ بنِ عَبدِ القادِرِ، الرَّازي، أصلُه مِنَ الرَّيِّ، اللُّغَويُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
لُغَوِيٌّ، فَقيهٌ مِن فُقَهاءِ الحَنَفيَّةِ، صُوفيٌّ، مُفَسِّرٌ، أديبٌ.
عَقيدتُه:
دلَّت مُؤَلَّفاتُ زَينِ الدِّينِ الرَّازي على أنَّه كان مُتصَوِّفًا؛ فقد ألَّف كتاب: ((حَدائِق الحَقائِق)) في التصَوُّفِ، غيرَ أنَّ الظَّاهِرَ أنَّ تصَوُّفَه لم يكن كتصَوُّف ما ابتَدَعه جُهَّالُهم من التمايُلِ وشَقِّ الثِّيابِ ورَفْعِ الصَّوتِ، ولا ما استحدَثَه متكَلِّموهم مِنَ العقائِدِ الفَلْسفيَّةِ الباطِلةِ كالحُلولِ والاتِّحادِ وغَيرِها. ويَشهَدُ لهذا قَولُه: (ويجِبُ مَنْعُ الصُّوفيَّةِ -الذين يدَّعون الوَجْدَ والمحبَّةَ- عن رَفعِ الصَّوتِ وتمزيقِ الثِّيابِ عند سَماعِ الغِناءِ؛ لأنَّ ذلك حرامٌ عند سماعِ القُرآنِ، فكيف عند سماعِ الغِناءِ الذي هو حرامٌ خُصوصًا في هذا الزَّمانِ)) [572] ينظر: ((تحفة الملوك)) للرازي (ص: 284). .
ويقولُ في الرَّدِّ على المُعتَزِلةِ والخوارِجِ: ((فإن قيل: كيف قال: رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ [آل عمران: 192] ، وقال في مَوضِعٍ آخَرَ: يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ [التحريم: 8] ، ويَلزَمُ مِن هذا أن لا يدخُلَ المؤمِنونَ النَّارَ كما قالت المُعتَزِلةُ والخَوارِجُ؟
قُلْنا: أخزَيْتَه بمعنى أذلَلْتَه وأهَنْتَه، من الخِزْيِ، وهو الذُّلُّ والهوانُ. وقَولُه: يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ [التحريم: 8] من الخِزايةِ، وهي النَّكالُ والفَضيحةُ، فكُلُّ من يدخُلُ النَّارَ يُذَلُّ، وليس كُلُّ مَن دخَلَها يُنَكَّلُ به ويُفضَحُ. أو المرادُ بالآيةِ الأُولى إدخالُ الإقامةِ والخُلودِ لا إدخالُ تَحِلَّةِ القَسَمِ المدلولِ عليها بقَولِه تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم: 71] ، أو إدخالُ التَّطهيرِ الذي يكونُ لبَعضِ المؤمِنينَ بقَدْرِ ذُنوبِهم))
[573] ينظر: ((أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل)) للرازي (ص: 57). .
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((مختار الصَّحاح))، وكتاب: ((شَرْح المقامات الحَريريَّة))، وكتاب: ((حدائِق الحقائِق))، وكتاب: ((رَوضة الفصاحة))، وكتاب: ((زَهرُ الربيع من ربيع الأبرار)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ سِتٍّ وستِّين وسِتِّ مِائةٍ [574] يُنظر: ((الأعلام)) للزركلي (6/ 55)، ((معجم المؤلفين)) عمر كحالة (9/ 112). .

انظر أيضا: