موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الحادي عشر: أَبُو الحُسَيْنِ بن مُعْطِي الزَّوَاوِيُّ (ت: 628)


أَبُو الحُسَيْنِ زَيْنُ الدِّينِ يَحْيَى بنُ عَبْدِ المُعْطِي بنِ عَبْدِ النُّورِ الزَّوَاوِيُّ، المَغْرِبِيُّ، العَلَّامَةُ، شَيْخُ النَّحْوِ، الفَقِيهُ، الحَنَفِيُّ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ أربعٍ وسِتِّين وخَمسِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
الجُزُوليُّ، وابنُ عَسَاكِر.
ومِن تَلَامِذَتِه:
عُمَرُ بنُ سَالِم القُسَنْطِينِي، وَالسُّوَيْدِي الحَكِيم.
سَبَب تَسْمِيَتِه بالزَّوَاوِي:
سُمِّي بذلك نِسْبَةً إلى زَوَاوة، وهي قَبِيلَةٌ كَبِيرة بِظَاهِر بجايةَ مِن أعْمَال إفريقيَّةَ، ذَاتُ بُطُونٍ وأَفْخَاذٍ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أَبُو الحُسَيْنِ بن مُعْطِي الزَّوَاوِي أَحَدَ أَئِمَّة عَصْرِه في النَّحْو واللُّغَة، وكان فَقِيهًا مُقْرِئًا، أدِيبًا، نَحْويًّا لُغَويًّا، عَرُوضِيًّا، نَاظِمًا نَاثِرًا.
سَكَن دِمَشْق زَمَانًا طَوِيلًا، واشْتَغَل عَلَيْه خَلْق كَثِير وانْتَفَعُوا به.
ولم يكُنْ له ما يقومُ بكِفايَتِه، فحضر يومًا مع العُلَماءِ عند المَلِك الكَامِل، وكان الكَامِلُ على ذِهْنِه مَسَائِلُ مِن العَرَبِيَّة، فَسَأَلَهُم فقال: زيدٌ ذُهِبَ به، يجوز في "زيدٍ" النصْبُ؟ فقالوا: لا. فقال ابنُ مُعطٍ: يجوزُ النَّصبُ على أن يكونَ المُرتَفِعُ بـ (ذهب) المصدَرُ الَّذي دَلَّ عليه ذُهِب، وهُوَ الذَّهابُ، وعلى هذا فمَوضِعُ الجارِّ والمجرورِ الَّذِي هُوَ (به) النَّصْبُ، فيَجيءُ مِن بَاب: زَيْدٌ مَررتُ به؛ إذ يجوزُ في زيد النَّصْبُ، وكذلك هاهنا. فَاسْتَحْسَن السُّلْطَانُ جَوَابَه وأَمَرَه بالسَّفَرِ إلى مِصْرَ، وقَرَّر لَهُ مَعْلُومًا جيِّدًا، فَسَافَر إليها، وتَصَدَّر بالجَامِعِ العَتِيقِ بمِصرَ لإقْرَاءِ الأَدَبِ، ولم يَزَلْ بها إلى أن توُفِّيَ.
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: له ألفيَّةٌ في النَّحْو سَمَّاها ((الدُّرَة الأَلْفِيَّة في عِلْم العَرَبِيَّة))، و((الفُصُول في النَّحو))، و((منظومة في القراءات السَّبع)).
وفاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ثمانٍ وعِشرينَ وسِتِّ مِائةٍ. وقيل: سَنةَ تسعٍ وعِشرينَ وسِتِّ مِائةٍ [557] يُنظَر: ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (6/ 2831)، ((وفيات الأعيان)) لابن خَلِّكان (6/ 197)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (22/ 324)، ((الأعلام)) للزركلي (8/ 155)، ((معجم المؤلفين)) لمجموعة باحثين (13/ 209). .

انظر أيضا: