موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ السَّادِسَ عَشَرَ: كمالُ الدِّينِ الأنباريُّ (ت: 577 هـ)


أبو البَرَكاتِ، كَمالُ الدِّينِ، عبد الرَّحمنِ بن مُحَمَّد بن عبيد الله الأنصاريُّ، الأنباريُّ، الشَّافعيُّ، النَّحْويُّ الزَّاهِدُ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ ثلاثَ عَشْرَةَ وخَمسِ مِائة.
مِن مَشَايِخِه:
منصورُ بنُ الرَّزازِ، وابنُ الشَّجَريِّ، وأبو منصورِ بنُ الجَواليقيِّ، وخليفةُ بنُ الأنباريِّ، وأبو بكرٍ الحازميُّ، وابنُ الذَّهَبيِّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
أبو بكرٍ الحازميُّ، وابن الدبيثي.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
الشَّيخُ الصَّالحُ، كان زاهدًا عفيفًا، خَشِنَ العَيشِ والمَلْبَسِ، لا يَقبَلُ مِن أحَدٍ شيئًا، انقطع إلى مَنزلِه في العِلمِ والعِبادةِ، وإفادةِ النَّاسِ، والفَراغِ مِنَ الدُّنيا، وكان لا يخرجُ إلَّا للجُمُعةِ، ويلبَسُ في بَيتِه ثوبًا خَلَقًا، وكان ذا صِدقٍ وإخلاصٍ، جِدٌّ مَحضٌ لا يعتريه تصَنُّعٌ، ولا يَعرِفُ الشُّرورَ، ولا أحوالَ العالَمِ.
ومِن شِعْرِه:
دَعِ الفُؤادَ بما فِيهِ مِنَ الحَرَقِ
ليس التصوُّفُ بالتَّلبيسِ والخِرَقِ
بل التصَوُّفُ صَفوُ القَلْبِ مِن كَدَرٍ
ورُؤيةُ الصُّوفيَّةِ أعظَمُ الحُرَقِ
عَقيدتُه:
قال الذَّهبيُّ: ((انقَطَع في مَنزِلِه مُشتَغِلًا بالعِلْمِ والعِبادةِ والوَرَعِ وإفادةِ النَّاسِ، وكان زاهِدًا ناسِكًا، تارِكًا للدُّنيا، ذا صِدقٍ وإخلاصٍ)) [521] ينظر: ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (12/ 599). .
ظهر من مُصَنَّفاتِ الأنباريِّ أنَّه كان على مَنهَجِ أهلِ السُّنَّةِ؛ فقد وضَعَ كتابًا في اعتِقادِ السَّلَفِ، وهو: «النُّورُ اللَّائِح في اعتِقادِ السَّلَفِ الصَّالح»، كما أنَّه في كتابه: «الدَّاعي إلى الإسلام في أُصولِ عِلمِ الكلام» قال في الخاتمة: ((فإنْ قُلتَ: قد بان واتَّضَح بالأدِلَّةِ الواضِحةِ والبراهينِ اللَّائِحةِ أنَّ مِلَّةَ الإسلامِ خَيرُ المِلَل، وأنَّها ناسِخةٌ لسائِرِ الشَّرائِع والنِّحَل، وأنَّ ما سِواها باطِل، ومِن حِلْيةِ الحَقِّ عاطِل، فما الذي أعتَقِدُه من الاعتِقاداتِ الدِّينيَّةِ، وما هو الأقرَبُ إلى السَّلامةِ منها في المِلَّةِ الإسلاميَّةِ؟ فنقولُ لك: الدِّينُ النَّصيحةُ، عليك بعقيدةِ السَّلَفِ الصَّالحِ مِن الأُمَّةِ المحمَّديَّةِ؛ فإنَّها الأقرَبُ إلى السَّلامةِ، وأبعَدُ من توَجُّهِ المَلامةِ؛ لأنَّها مُنَزَّهةٌ عن التَّمثيلِ الفاضِحِ والتَّعطيلِ القادِحِ، وقد بيَّنَّاها في كتابِنا الموسومِ بــ"النُّور اللَّائِح في اعتِقادِ السَّلَفِ الصَّالح")) [522] ينظر: ((الداعي إلى الإسلام في أصول علم الكلام)) لكمال الدين الأنباري (ص: 491). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((نزهة الألباء في طبقات الأدباء))، وكتاب: ((الإغراب في جدل الإعراب))، وكتاب: ((أسرار العَرَبيَّة))، وكتاب: ((الإنصاف في مسائل الخلاف))، وكتاب: ((البيان في غريب إعراب القُرآنِ)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ سبعٍ وسبعين وخَمسِ مِائة [523] يُنظَر: ((طبقات الشافعية الكبرى)) للسبكي (7/ 155)، ((طبقات الشافعيين)) لابن كثير (ص: 691)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (2/ 169)، ((العقد المذهب في طبقات حملة المذهب)) لابن الملقن (ص: 320). .

انظر أيضا: