موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الرابعُ: مُلْحَقاتُ جَمعِ المُذَكَّرِ السَّالم


يُلحَقُ بجمعِ المُذَكَّرِ السَّالمِ بعضُ الألفاظِ والكَلِماتِ التي لم تَدْخُلْ في تعريفِه، وهي:
1- ألفاظُ العُقود (عِشْرونَ، ثلاثون... تِسعون)، نَحوُ: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ [الأنفال: 65] ، وقَولِه: فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً [النور: 4] ؛ فلا واحدَ لها مِن لفْظِه، فلا يُقال: عِشْرٌ...
2- أَهْلون، جمعُ (أهْل)، نحْوُ قَولِه تعالى: سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا [الفتح: 11] ، وقَولِه: مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ [المائدة: 89] ؛ فإنَّها ليست باسمٍ لعاقلٍ ولا صِفةً له.
3- أَرَضونَ -بفتْحِ الرَّاء- جمعُ (أرض)؛ فإنَّها ليست باسمٍ لعاقلٍ ولا صِفةً له.
4- عالَمونَ -بفتْحِ اللَّام- جمْع (عالَم)، وهو اسمُ جَمْع، نَحوُ قَولِه تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2] ؛ فإنَّها ليست باسمٍ لعاقلٍ ولا صِفةً له.
5- بَنُون، جمْعُ (ابن)، نَحوُ قَولِه تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف: 46] ، ومثل: يُحِبُّ بعضُ النَّاسِ البنينَ أكثَرَ مِن البناتِ.
6- أُولو: (بمعنى: أصحاب)، وهو وصْفٌ لا واحِدَ له من لفظِهِ، مِثلُ: أُولو الكَرَمِ يُحِبُّهم الناسُ؛ إذ لا يجوزُ التجرُّدُ من الزيادةِ فيها، وإنما حُذِفَت النُّونُ لأنَّها مُضافةٌ دائمًا.
7- سِنون يجوزُ في (سِنين) أربعةُ أوجُهٍ: 1- إعرابُه إعرابَ جمعِ المذكَّرِ السَّالم، فتقول: (سِنُونَ) في حالة الرفع، و(سِنِينَ) في حالةِ النصبِ والجَرِّ. 2- أن تلزَمَ الياءَ في جميعِ الأحوالِ، ويكونُ إعرابها بالحركاتِ على النونِ، فتقولُ: (سِنِينٌ) في حالةِ الرَّفع، و(سِنِينًا) في حالةِ النصبِ، و(سِنِينٍ) في حالةِ الجرِّ. 3- أن تلزمَ الواوَ في جميع الأحوالِ، ويكونُ إعرابها بالحركاتِ على النونِ، فتقولُ: (سِنُونٌ) في حالة الرفعِ، و(سِنُونًا) في حالة النصبِ، و(سِنُونٍ) في حالةِ الجرِّ. 4- أن تلزَمَ الواوَ وتُفتَحَ النونُ في جميعِ الأحوالِ، فتقولُ: (سِنُونَ) في الرَّفعِ والنصبِ والجَرِّ، ويكونُ الإعرابُ بحركاتٍ مقدَّرةٍ على الواوِ منع من ظهورِها الثِّقَلُ. يُنظَر: ((شرح ابن عقيل - مِنْحة الجليل)) (1/ 64 - 65). ، جمعُ (سَنة)؛ فإنها ليست بعاقلٍ ولا صفةٍ لعاقلٍ، ومُنْتهيةٌ بتاءِ التأنيث، مِثلُ: تَمُرُّ السِّنونُ بخَيرِها وشرِّها.
8- أجْمعون، نَحوُ قَولِه تعالى: فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ... [الحجر: 30] ، وقَولِه: فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ [الشعراء: 170] ؛ فإنها ليست بعاقلٍ ولا صِفةٍ لعاقلٍ.
9- عِلِّيُّون، قال تعالى: إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ [المطففين: 18، 19]، اسمٌ لِما لا يَعقِل، وهو أعلى الجنَّةِ.
فوائِدُ:
1- الفَرقُ بين نونِ المثنَّى ونونِ الجمعِ: أنَّ نونَ المثنَّى مَكسورةٌ، ونونَ الجمْعِ مفْتوحةٌ. تقولُ: مُجتهدانِ مُجتهدَيْنِ، مُجتهِدونَ مُجتهِدِينَ.
2- تُحْذفُ النُّونُ في المثنَّى والجمْعِ عندَ الإضافةِ، تقول: قَرأتُ صَحِيحَيِ البخاريِّ ومُسلمٍ، وتقولُ: مُسْلِمو آسْيا مُهتَمُّون بتعلُّمِ اللُّغةِ العَرَبيَّةِ.
3- إذا نُقِلَت صيغةُ المثنَّى أو الجمعِ السَّالم إلى العلَميَّة فسُمِّيت بها، ففيها وَجْهانِ:
إعرابُهُ بالحروفِ على أنَّه مُثنًّى أو جَمْعٌ.
إعرابُهُ بالحركاتِ على النُّونِ من غيرِ تنوينٍ.
فإذا تَسمَّى رجلٌ بـ(زَيْدان) فلك أن تقولَ: خرَج زَيدانِ، ورأيتُ زَيدينِ، وأنا ذاهبٌ إلى زَيدَينِ. وهذا على اللُّغةِ الأُولى. أمَّا على اللُّغةِ الأخرى فيُعرَبُ بالحَرَكاتِ إعرابَ الممنوعِ مِنَ الصَّرفِ؛ فيُرفَعُ بالضَّمةِ، ويُنصَبُ ويُجَرُّ بالفتحةِ بلا تنوينٍ، فتقول: خرَجَ زَيدانُ، رأيْتُ زَيدانَ، أنا ذاهبٌ إلى زَيدانَ.
وكذلك في جمْع المُذَكَّر السَّالم إن تَسمَّى رجُلٌ بـ(زَيدون) يُنظَر: ((النحو الوافي)) (1/ 125 - 127، 153 - 155). .

انظر أيضا: