موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الأوَّلُ: أَبُو زَكَرِيَّا ابنُ الخَطِيب التِّبْرِيزي (ت 502 هـ)


أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُوسَى بنِ بِسْطَام الشَّيْبَانِيُّ، ابْنُ الخَطِيبِ التِّبْرِيزيُّ، النَّحْويُّ، اللُّغَويُّ، المفسِّرُ، المُقْرِئ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ إحدى وعِشرينَ وأربَعِ مِائة.
مِن مَشَايِخِه:
أبو العلاءِ المَعَرِّي، والخطيبُ البغداديُّ، وأبو القاسمِ عُبَيدُ اللهِ بنُ عَليِّ الرَّقِّي، وأبو مُحَمَّدٍ الدَّهَّان اللُّغَويُّ، وعبدُ القاهِرِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الجُرجانيُّ، وأبو سَعيدٍ الحُسَينُ بنُ الحُسَينِ البَيضاويُّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
 أبو منصورٍ مَوهوبُ بنُ أحمَدَ بنِ الخَضرِ الجواليقيُّ، وأبو الفَضلِ بنُ ناصرٍ الحافِظُ، وأبو الحَسَنِ سَعدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهلٍ الأنصاريُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كَانَ أَبُو زَكَرِيَّا ابنُ الخَطِيبِ التِّبْرِيزيِّ أحَدَ الأَئِمَّةِ فِي النَّحْوِ واللُّغةِ وَالْأَدب؛ حجَّةً صَدُوقًا ثَبْتًا.
وَلِي تَدريسَ الأَدَبِ بالنظاميَّةِ وخِزانةِ الكُتُبِ بهَا، وانتهت إِلَيْهِ الرياسةُ فِي فَنِّه، وشَاع ذِكْرُه فِي الأَقْطَارِ.
قيل: إنَّه كان يُدْمِنُ شُرْبَ الخَمْرِ، ويَلبَسُ الحَرِيرَ، والعِمامةَ المُذهبةَ، وَكَانَ النَّاس يقرءُون عَلَيْهِ تصانيفَه وَهُوَ سَكرَانُ، وَكَانَ أكُولًا. وقيل: إنَّه تاب من ذلك. واللهُ تعالى أعلى وأعلَمُ.
ومِن شِعْرِه:
فَمَن يَسْأَمْ مِن الأَسْفَار يَوْمًا
فَإِنِّي قَدْ سَئِمْتُ مِن المُقَامِ
أَقَمْنَا بالعِرَاقِ عَلَى رِجَالٍ
لِئَامٍ يَنْتَمُون إلى لِئَامِ
وأيضًا:
خليلَيَّ ما أحلى صُبُوحي بدجلةٍ
وأطْيبُ منه بالصُّراةِ غُبُوقي
شربتُ عَلَى الماءَينِ مِن ماءِ كَرْمةٍ
فكانا كدُرٍّ ذائبٍ وعقيقِ
عَلَى قَمَرَي أفقٍ وأرضٍ تَقَابلا
فمن شَائقٍ حُلْو الهَوى ومَشُوقِ
فَمَا زِلْتُ أَسْقِيه وأَشْرَبُ رِيقَه
ومَا زَال يَسْقِينِي ويَشْرَبُ رِيقِي
وقَلْتُ لِبَدْرِ التِّمِّ تَعْرِفُ ذا الفَتَى
فَقَال نَعْم هَذَا أَخِي وشَقِيقِي
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((غريب القُرآنِ))، وكتاب: ((تهذيب غريب الحديث))، وكتاب: ((شرح سقط الزند))، وكتاب: ((مقاتل الفرسان))، وكتاب: ((الوافي في عِلْمَيِ العروض والقوافي))، وكتاب: ((شرح اللُّمَع)) لابن جِنِّي، وكتاب: ((شرح ديوان الحماسة))، وكتاب: ((ديوان المتنبَّي))، وكتاب: ((شرح اختيارات المفضَّل الضَّبِّيِّ))، وكتاب: ((السَّبع الطِّوال))، وكتاب: ((المقصورة)) لابن دُرَيد.
وفاتُه:
تُوفِّي سَنةَ اثنتينِ وخَمسِ مِائة [468] يُنظَر: ((نزهة الألباء في طبقات الأدباء)) لكمال الدين الأنباري (ص 270)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (4/ 28)، ((وفيات الأعيان)) لابن خَلِّكان (6/ 191)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (11/ 41)، ((البداية والنهاية)) لابن كثير (16/ 205)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (2/ 338)، ((الأعلام)) للزركلي (8/ 157)، ((معجم المؤلفين)) لعمر كحالة (13/ 214). .

انظر أيضا: