موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الخَامِس والأربعون: ابنُ فارسٍ (ت: 395هـ)


أبو الحُسَينِ أحمَدُ بنُ فارِسِ بنِ زكريَّا بن مُحَمَّدِ بنِ حَبيبٍ، القَزوينيُّ، المعروفُ بالرَّازي، المالِكيُّ، اللُّغَويُّ.
مَوْلِدُه:
وُلِد بقَزوينَ سَنةَ تسعةٍ وعِشرينَ وثلاثِ مِائة.
مِن مَشَايِخِه:
أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إبراهيمَ القطَّانُ، وسُلَيمانُ بنُ يَزيدَ الفامي، وعليُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَهْرَوَيه، وسعيدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَطَّانُ، ومُحَمَّدُ بنُ هارونَ الثَّقَفيُّ، وعبدُ الرَّحمنِ الجلَّاُب، وأحمَدُ بنُ عُبَيدٍ الهَمذانيُّ، وأبو بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب، وأبو الحسن ابن فخر، وأحمد بن طاهر المنجم.
ومِن تَلَامِذَتِه:
أبو سَهلِ بنُ زَيرك، وأبو منصورِ بنُ عيسى الصُّوفي، وعليُّ بنُ القاسِمِ الخياطُ المقرئُ، وأبو منصورِ بنُ المُحتَسِبِ، والبديعُ الهَمذانيُّ، والصَّاحِبُ ابنُ عَبَّادٍ.
عقيدتُه:
قال ابنُ الصَّلاحِ: ((كان يُناظِرُ في الكَلامِ، وينصُرُ مَذهَبَ أهلِ السُّنَّةِ)) [425] ينظر: ((طبقات الفقهاء الشافعية)) لابن الصلاح (2/ 657). ، وقال القِفْطي: ((وكان ابنُ فارسٍ كريمَ النَّفسِ جَوَادَ اليَدِ، لا يكادُ يَرُدُّ سائلًا، حتى يَهَبُ ثيابَه وفَرْشَ بَيتِه، ومن رُؤساءِ أهلِ السُّنَّةِ المجوِّدينَ، على مَذهَبِ أهلِ الحديثِ)) [426] ينظر: ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (1/ 130). ، وقال الذَّهبيُّ: ((كان من رُؤوسِ أهلِ السُّنةِ المجرَّدينَ على مَذهَبِ أهلِ الحَديثِ)) [427] ينظر: ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (17/ 105). .
وفي كُتُبِه ما يدُلُّ على ذلك، كقَولِه في الحُروفِ المُقَطَّعةِ في فواتِحِ السُّوَرِ: ((وأقرَبُ القَولِ فِي ذَلِكَ وأجمَعُه قَولُ بَعضِ عُلَمائِنا: إنَّ أَولى الأُمورِ أن تُجعَلَ هَذِهِ التأويلاتُ كُلُّها تأويلًا؛ فيُقالُ: إنَّ اللهَ جَلَّ وعزَّ افتَتَح السُّوَرَ بهذه الحُروفِ إرادةً منه الدَّلالةَ بكُلِّ حَرفٍ منها عَلَى معانٍ كثيرةٍ لا عَلَى معنًى واحدٍ؛ فتكونُ الحُروفُ جامِعةً لأن تكونَ افتِتاحًا للسُّوَرِ، وأن يكونَ كُلُّ واحدٍ منها مأخوذًا من اسمٍ مِن أسماءِ اللهِ جلَّ ثناؤُه، وأن يكونَ اللهُ جَلَّ ثناؤه قَدْ وضَعَها هَذَا الموضِعَ قَسَمًا بها، وأنَّ كُلَّ حَرفٍ منها فِي آجالِ قَومٍ وأرزاقِ آخَرينَ، وهي مع ذَلِكَ مأخوذةٌ مِن صفاتِ اللهِ جلَّ وعزَّ فِي أنعامِه وأفضالِه ومجْدِه، وأنَّ الافتِتاحَ بِهَا سببٌ لأن يَستَمِعَ إلى القُرآنِ من لَمْ يكُنْ يَستَمِعُ، وأنَّ فِيهَا إعلامًا للعَرَبِ أنَّ القُرآنَ الدالَّ عَلَى صِحَّةِ نبوَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو بهذه الحُروفِ، وأنَّ عَجْزَهم عن الإتيانِ بمِثْلِه مع نزولِه بالحُروفِ المتعالِمةِ بَيْنَهم دليلٌ عَلَى كَذِبِهم وعنادِهم وجُحودِهم، وأنَّ كُلَّ عَدَدٍ منها إذا وَقَع فِي أوَّلِ سُورةٍ فهو اسمٌ لتلك السُّورةِ)) [428] ينظر: ((الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها)) لابن فارس (ص: 85). .
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
من أعيانِ أهلِ العِلمِ، وأفرادِ الدَّهرِ، وكان إمامًا في عُلومٍ شَتَّى خُصوصًا في اللُّغةِ، كان من أئمَّةِ اللُّغةِ محتَجًّا به في جميعِ الجِهاتِ غيرَ مُنازَعٍ، وكان فقيهًا مناظِرًا، شافِعيًّا، ثم صار مالكِيًّا، وكان كامِلًا في الأدَبِ، حَسَنَ التَّصنيفِ، وكان كريمًا جَوادًا لا يُبقي شيئًا، ورُبَّما سُئِلَ فوهب ثيابَ جِسْمِه وفَرْشَ بَيتِه!
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((مقاييس اللُّغة))، وكتاب: ((مُجمَل اللُّغة))، وكتاب: ((غريب إعرابِ القُرآنِ))، وكتاب: ((دارات العَرَب))، وكتاب: ((حِلْية الفُقَهاء)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ خمسٍ وتسعين وثلاثِ مِائة [429] يُنظر: ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (21/ 46)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (1/ 410)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (1/ 127)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (8/ 746)، ((سلم الوصول إلى طبقات الفحول)) حاجي خليقة (1/ 190)، ((الأعلام)) للزركلي (1/ 193). .

انظر أيضا: