موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ التاسِعَ عَشَرَ: أبو رياشٍ الشَّيبانيُّ (ت: 339 هـ)


أبو رِياشٍ أحمَدُ بنُ أبي هاشمٍ إبراهيمُ الشَّيبانيُّ، وقيل: القَيسيُّ اليمانيُّ، النَّحْويُّ، اللُّغَويُّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
 عبد السَّلامِ البَصريُّ، والقاضي التَّنُوخِيُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أبو رِياشٍ الشَّيبانيُّ من حُفَّاظِ اللُّغةِ، وكان جُندِيًّا في أوَّلِ أمْرِه، ثم انقطع إلى العِلمِ والشِّعرِ وروايتِه بالبَصرةِ.
وكان أبو رِياشٍ جَهِيرَ الصَّوتِ، يتكلَّمُ بكلامِ الباديةِ، ويَظهَرُ أنَّه على مذهَبِ الزَّيديَّةِ، ويتزوَّجُ كثيرًا ويُطَلِّقُ.
والرِّيشُ والرِّياشُ: حُسنُ الهيئةِ والشَّارةِ.
وقيل: إنَّه كان يحفَظُ خمسةَ آلافِ وَرَقةِ لغةٍ، وعِشرينَ ألفَ بَيتِ شِعرٍ!
وكان نابغةً في حفظِ أيَّامِ العَرَب وأنسابها وأشعارِها، بل آيةً في هَذِّ دواوينِها وسَرْدِ أخبارِها، مع فصاحةٍ وبيانٍ، وإعرابٍ وإتقانٍ.
عَقيدتُه:
قال ياقوتٌ الحَمَويُّ: (ويظهَرُ أنَّه على مذهَبِ الزَّيديَّةِ) [301] ينظر: ((معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)) لياقوت الحموي (1/ 182). ، ومذهَبُ الزَّيديَّةِ أحَدُ فِرَقِ الشِّيعةِ، لكِنَّهم أقرَبُ منهم إلى أهلِ السُّنَّةِ؛ حيث لا يقولون بالمُتعةِ، ويُجيزون الصَّلاةَ خَلْفَ أهلِ السُّنَّةِ، ولا يقولون بالعِصْمةِ لغَيرِ الأنبياءِ، ويَرَونَ أنَّ الإمامةَ ليست بالنَّصِّ، ولا ينتَظِرون المَهْديِّ، كما أنَّهم يتَّفِقون في كثيرٍ مِن أُمورِ العَقيدةِ مع المُعتَزِلةِ؛ كالخُروجِ على الحاكِمِ الظَّالِمِ.
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((شرح الهاشميَّات)) وهي قصائِدُ للكُمَيْتِ في مَدحِ بني هاشمٍ، وشرَحَ أبو رياشٍ ((الحماسة)) على سَبيلِ النُّكَتِ فلم يأتِ بشيءٍ، ووقع وهمٌ في الذي أورده من ذلك.
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ تِسعٍ وثلاثينَ وثلاثِ مِائة [302] يُنظَر: ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (1/ 181)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (1/ 60)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (6/ 130)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (1/ 409)، ((الأعلام)) للزركلي (1/ 85). .

انظر أيضا: