موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الحادي عشر: أَبُو الحَسَن الهَمَذَانِي (ت: 320 هـ)


أَبُو الحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عِيسَى بن حَمَّاد الهَمَذَانِي، النَّحْويُّ اللُّغَويُّ الأَدِيبُ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أَبُو الحَسَن الهَمَذَانِي من كِبَار الكُتَّاب، وكان كَاتِبَ الرَّسَائِل للأمير بَكْرِ بنِ عبدِ العزيزِ بن أَبِي دُلَف العِجْلِي.
وأَبُو الحَسَن الهَمَذَانِي هو صَاحِبُ كتاب: ((الألفاظ)) المَشْهُور: بالأَلْفَاظ الكِتَابِيَّة، والذي قال لِأَجْلِه الصَّاحِبُ بنُ عَبَّاد: لو أدرَكْتُه -يعني عَبْد الرَّحْمَن بن عِيسَى- لقطعتُ لِسَانَه ويَدَه، فَسُئِل عن السبب، فقال: (لأنه جَمَع شُذُور العَرَبِيَّة الجَزْلَة في أَوْرَاق يَسِيرة، فَأَضَاعَهَا في أَفْوَاهِ صِبْيَان المَكَاتِب، ورَفَع عن المُتَأَدِّبين تَعَب الدَّرْس والحِفْظ والمُطَالَعَة!).
وألفاظه هذه مِن الأَلْفَاظ اللُّغَويَّة المُخْتَارَة، وهي أَحْسَن ما يَسْتَعْمِلُه الكُتَّاب، وقد اعْتَنَى جَمَاعة بِشَرْحِها في الآفَاق.
وَمن شِعْرِه:
مَا وَدَّنِي أَحَدٌ إِلَّا بَذَلْتُ لَهُ
صَفْوَ المَوَدَّة مِنِّي آخِرَ الأَبَدِ
وَلَا قَلَانِي وَإِن كُنْتُ المُحِبَّ لَهُ
إِلَّا دَعَوْتُ لَهُ الرَّحْمَنَ بِالرَّشَدِ
وَلَا اؤتُمِنْتُ عَلَى سِرٍّ فَبُحْتُ بِهِ
وَلَا مَدَدتُ إِلَى غيرِ الجَمِيل يَدِي
وَلَا أَقُولُ نَعَمْ يَوْمًا فَأُتْبِعُهَا
بِلَا وَلَوْ ذَهَبَتْ بِالْمَالِ وَالْوَلَدِ.
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الألفاظ الكتابية))، وكتاب: ((صفو الرَّاح مِن مختار الصحاح)).
وفاتُه:
تُوفِّي سَنةَ عِشرينَ وثلاثِ مِائة [278] يُنظَر: ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (2/ 165)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (7/ 388)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (18/ 127)، ((الأعلام)) للزركلي (3/ 321)، ((معجم المؤلفين)) لعمر كحالة (5/ 163). .

انظر أيضا: