موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الأربعونَ: أَبُو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 282 هـ)


أَبُو حَنِيفَةَ أحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بن ونَنْد [231] بفتح الواو والنون الأولى، وسكون النون الثانية. يُنظَر: ((الأعلام)) للزركلي (1/ 123). ، الدِّينَوَرِيُّ، العلَّامة، ذُو الفُنون، النَّحْويُّ، اللُّغَويُّ، الفَقِيه الحَنَفي، المفَسِّر.
مِن مَشَايِخِه:
ابنُ السِّكِّيت، وأبوه السِّكِّيتُ، والزِّياديُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أَبُو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيُّ مُتْقِنًا في عُلُوم كَثِيرَة؛ منها: النَّحْو واللُّغَة، والهَنْدَسَة، والحِسَاب؛ يُعدُّ مِن نَوَادِر الرِّجَال، مِمَّن جمع بيْن بَيَان العَرَب وحِكمةِ الفَلَاسِفَة، وكان رَاوِيةً ثِقَةً فِيمَا يَرْوِيه ويَحْكِيه، وَرِعًا زَاهِدًا.
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((النَّبَاتِ)) -وهو من أجَلِّ كُتُبِه-، وكتاب: ((حساب الدور))، وكتاب: ((ما يَلحَنُ فيه العامَّة))، وكتاب: ((الأخبار الطِّوال))، وكتاب: ((إصْلَاح المنطِق))، وكتاب: ((الفصاحة))، وكتاب: ((الجَبْر والمقابلة))، وكتاب: ((البُلْدَانِ))، وكتاب: ((القِبلة والزوال))، وكتاب في تفسير القُرآنِ.
عَقيدَتُه:
لم تَذكُرِ المصادرُ شيئًا عن اعتقادِ أبي حَنيفةَ الدِّينَوَريِّ، إلَّا أنَّ صاحبَ كتابِ ((مِناهجِ اللُّغويينِ في تَقريرِ العقيدةِ)) استَنبَطَ مِن كتابِه ((الأخبارُ الطِّوالُ)) تَشيُّعَه، واستَدلَّ بأدلَّةٍ، منها:
- مَيلُه إلى علِيٍّ رَضِي اللهُ عنه وشِيعتِه وتَرضِّيه عليهم، دونَ مَن خالَفَه مِن الصَّحابةِ، كعائشةَ وطَلحةَ والزُّبيرِ ومُعاوِيةَ رِضوانُ اللهِ عليهم أجمعينَ، وإنْ كان قدْ أكثَرَ مِن ذِكرِهم.
- إسهابُه في الحديثِ عن بَيعةِ علِيٍّ وأخبارِه وأخبارِ أبنائهِ والحروبِ التي خاضُوها، في حِينَ أنَّه لم يَذكُرْ شيئًا عن خِلافةِ أبي بَكرٍ أصلًا، واقتصَرَ في خِلافةِ عُثمانَ على الفُتوحاتِ التي تَمَّت في عَهدِه في بلادِ فارسَ، واختَزَل خِلافةَ عُثمانَ في صَفحةٍ ونِصفٍ، وعرَّض بأنَّه وَلَّى أقارِبَه الأمصارَ، ولم يَهتَمَّ بالدَّولةِ الأمويَّةِ، واكتَفَى بذِكرِ الثَّوراتِ الدَّاخليَّةِ التي شبَّت في عَهدِهم.
- اهتمامُه الشَّديدُ بالدَّعوةِ العبَّاسيَّةِ التي قامَت على الدَّعوةِ للرِّضا مِن محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، وتأريخُه لظُهورِها وتَتَبُّعُه لسَيرِ الأحداثِ فيها.
- اهتمامُه بالتَّاريخِ الفارسيِّ مُقارَنةً بغيرِه من الباحثينَ والمؤرِّخينَ [232] ينظر: ((مناهج اللغويين في تقرير مسائل العقيدة)) لمحمد الشيخ (ص: 830). .
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ اثنتين وثَمانينَ ومائَتَينِ. وقيل: إحدى وثَمانينَ ومائَتَينِ. وقيل: ستٍّ وثَمانينَ ومائَتَينِ. وقيل: تسعينَ ومِائَتَينِ [233] يُنظَر: ((نزهة الألباء في طبقات الأدباء)) لكمال الدين الأنباري (ص 180)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (1/ 258)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (13/ 422)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (6/ 233)، ((البداية والنهاية)) لابن كثير (14/ 660)، ((الجواهر المضية في طبقات الحنفية)) لعبد القادر القرشي (1/ 67)، ((طبقات المفسرين)) للداوودي (1/ 42)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (1/ 306). .

انظر أيضا: