موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثاني: أغراضُ حذْفِ الفاعِلِ


1- العِلمُ به، نَحوُ قَولِه تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ [البقرة: 216] ، وقَولُه تعالى: خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ [الأنبياء: 37] ، وقَولُه تعالى: ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ [الحج: 73] ؛ فإن الفاعِل هنا معلومٌ في كلٍّ، وهو اللهُ تعالى. 
2- الجَهلُ بالفاعِلِ، نحوُ قَولِك: سُرِقَ المتاعُ؛ إذا كنتَ لا تدري مَن سرَقه.
3- التعظيمُ، فيُصانُ الفاعِلُ أن يُذكَرَ في مِثلِ هذا الموضِعِ، كقَولِك: «خُلِقَ الخِنزيرُ»؛ فإنَّك تُعظِّمُ اللهَ تعالى عن أن يَليَ ذِكرَه ذلك الحيوانُ النَّجِسُ.
4- التحقيرُ، فيُحذَفُ الفاعِلُ تحقيرًا له، نَحوُ: قُتِلَ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عنه- وهو يُصَلِّي الصُّبحَ؛ فإنَّنا نعلَمُ أنَّ الذي قتَلَه هو الخَبيثُ أبو لُؤلؤةَ المجوسيُّ -لعنه اللهُ.
5- الخَوفُ من الفاعِلِ، أو الخَوفُ عليه، نَحوُ: «قُتِلَ فُلانٌ»، تخاف إن صرَّحْتَ به أن يؤذِيَك، أو ربما تخافُ عليه أن يُحاكَمَ ويُقتَلَ قِصاصًا.
6- قَصْدُ إبهامِه؛ إذ ليس لذِكْرِه غرَضٌ، مِثلُ: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ [البقرة: 196] ، وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ [النساء: 86] ، إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ [المجادلة: 11] ؛ ليس المقصودُ هنا إسنادَ تلك الأفعالِ إلى فاعِلٍ مُعيَّنٍ، بل إلى أيِّ فاعِلٍ كان.
7- إقَامَةُ وَزنِ الشِّعْرِ، كَقَوْلِه:
وَإِذا شَرِبْتُ فإنَّنِي مُسْتَهْلِكٌ
مالي، وعِرْضي وافِرٌ لم يُكْلَمِ
8- إصلاحُ السَّجعِ، نَحْوُ: مَن طَابَت سَرِيرَتُه حُمِدَتْ سِيرَتُه؛ فلو قيل: (حَمِدَ النَّاسُ سِيرتَه) اختل الازدِواجُ.
9- قَصدُ الإيجازِ، نَحْو وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ [النحل: 126] ؛ فقَولُه: (عُوقِبتُم) يشمَلُ المعاقبةَ بالقَتلِ بمُختَلِفِ ألوانِه؛ كالضَّربِ بالسَّيفِ، أو الرَّميِ بالحَجَرِ، أو الخَنقِ، أو الرَّميِ من شاهِقٍ... ويشمَلُ جميعَ ألوانِ الجَرحِ والإيذاءِ حتى السَّبَّ والشَّتمَ. ومنه: كُوفِئَ الفائزُ في المسابقةِ، أي: كافأه المسؤولونَ يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (2/ 125)، ((التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل)) لأبي حيان (6/ 225). .
وجديرٌ بالذِّكرِ أنَّ هذا المذكورَ مُشتَرَكٌ مع عِلمِ البلاغةِ، وهو ممَّا تتلاحَمُ فيه العُلومُ.

انظر أيضا: