موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ التاسِعَ عَشَرَ: أبو نَصْرٍ البَاهِلِي (رَاويَة الأَصْمَعِي) (ت: 231 هـ)


أبو نَصْرٍ أحمد بن حَاتِم البَاهِلِيُّ، البصريُّ، النَّحْويُّ، اللُّغَويُّ، كان يُسمَّى رَاوِيَةَ الأَصْمَعِي، وغُلَامَ الأَصْمَعِي، وصَاحِبَ الأَصْمَعِي.
مِن مشايخِه:
الأَصْمَعِي، وأبو عمرو الشَّيْبَانِي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وأبو زيد الأنصاري.
ومِن تَلامِذَتِه:
إبراهيمُ الحَرْبِي، وأَبو العَبَّاس ثَعْلَب.
مَنزِلتُه ومكانتُه:
كان أبو نَصْرٍ البَاهِلِيُّ إمامًا فاضلًا أديبًا، وكان ثقةً مأمونًا، جَمَّ التَّوَاضُع.
كان يُسمَّى بغلامِ الأَصْمَعِي؛ لمُلَازَمته له، وكان الأَصْمَعِي يقول: (ليس يُصدَّقُ عليَّ أحدٌ إلَّا أبو نصرٍ). وقيل: إنَّه كان ابنَ أُخْت الأَصْمَعِي، وقد رَوَى عن الأَصْمَعِي كلَّ كتُبِه في اللُّغَةِ والأَدَبِ.
قال ثعلَبٌ -أحمد بن يَحْيَى-: (كان نصرٌ -صاحِبُ الأصمعي- يُمْلي شِعرَ الشَّمَّاخ، وكنتُ أحضُر مجالِسَه، وكان يَعْقُوبُ بن السِّكِّيتِ يحضُرها قَبْلِي؛ لأنه كان قد قَعَد عن مَجَالِسِهِم، وطَلَب الرِّيَاسَة، فَجَاءَني إلى منزلي، فقال: اذْهَبْ بنا إلى أبي نَصْرٍ حتى نَقِفَه على ما أخطأ فيه وصحَّف مِن شِعْر الشَّمَّاخ، فإنَّه أخطأ في بيتِ كذا، وصحَّف في حرفِ كذا، وأنا ساكتٌ. فقال: ما تقولُ؟ فقلتُ: ليس يحسُنُ هذا؛ بالأمس تُرَى على بابِ الشَّيخِ تسألُه وتكتُبُ عنه، ثم تصير إليه الآن لتُخطِّئَه وتُهجِّنَه! فقال: لا بُدَّ من ذلك. فمضينا فدقَقْنا عليه البابَ، فخرج الشَّيخُ فرحَّب، فأقبل عليه يعقوبُ، فقال: كيف تُنشِدُ هذا البيتَ للشَّمَّاخِ؟ قال: كذا. قال: أخطأتَ! فكيف تقولُ في هذا الحَرفِ مِن شِعْرِه؟ قال: كذا. قال: أخطَأْتَ. فلما مرَّت ثلاثُ أو أربعُ مسائِلَ اغتاظ الشَّيخُ، ثم قال: يا مَصَّانُ -شَتْمٌ للرَّجُلِ يُعيَّرُ برَضعِ الغَنَمِ مِن أخلافِها-! تسْتقبِلُني بمِثْلِ هذا وتقْوى نفسُك على هذا، وأنت بالأمسِ تلزَمُني حتى يَتَّهِمَني النَّاسُ بك! ونَهَض فَدَخَل بَيْتَه، ورَدَّ بَابَه في وُجُوِهِنا، فَاسْتَخْذَى يعقوبُ، فَأَقْبَلْتُ عليه فقُلتُ: ما كان أغنانا عن هذا! فأمسَكَ فما نطق بحُلْوةٍ ولا مُرَّةٍ!).
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الشَّجَر والنَّبَات))، وكتاب: ((اشتقاق الأسماء))، وكتاب: ((الإبل))، وكتاب: ((الخيل))، وكتاب: ((ما يَلْحَن فيه العامة)).
وفاتُه:
تُوفِّي سَنةَ إحدى وثلاثينَ ومائَتَينِ عن نَيِّفٍ وسبعينَ سَنةً [180] يُنظَر: ((طبقات النحويين واللغويين)) لمحمد بن الحسن الزُّبَيدي (ص 180)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (5/ 183)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحَمَوي (1/ 226)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (4/ 186)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (5/ 754)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (6/ 182)، ((البداية والنهاية)) لابن كثير (14/ 321)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص 71)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (1/ 301)، ((الأعلام)) للزِّرِكْلي (1/ 109). .

انظر أيضا: