موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ السَّادِسَ عَشَرَ: أبو عُمَرَ الجَرْمِيُّ (ت: 225 هـ)


أَبُو عُمَرَ صَالِح بنُ إِسْحَاق، الجَرْمِي مَوْلاهم، البَصْريُّ، النَّحْويُّ، إمامُ العَرَبيَّة.
مِن مشايخِه:
الأخْفَشُ سَعِيدُ بنُ مَسْعدةَ، ويُونُسُ بنُ حَبِيب، وأبو عُبَيدَة مَعْمَرُ بنُ المُثنَّى، وأبو زَيْدٍ الأنْصَارِيُّ، والأصْمَعِيُّ، ويَزِيد بن زُرَيْع، وَعَبْد الوَارِث بن سَعِيد.
ومِن تَلامِذَتِه:
أحمد بن مُلاعِب، والمُبَرِّد، وأَبو خَلِيفَة الجُمَحِيُّ.
مَنزِلتُه ومكانتُه:
كان أبو عُمَرَ دِيِّنًا وَرِعًا، حَسَنَ المَذْهَب، صحيحَ الاعتقادِ، جَلِيلًا في الحَدِيثِ والأخبارِ، إمامًا في العَرَبِيَّة، وحَصَل له بالأَدَبِ دُنْيا وَاسِعَةٌ وحِشْمَةٌ.
وكان أبو عُمَرَ يُلَقَّبُ بالكَلْبِ وبالنَّبَّاح؛ لكَثْرَة مُنَاظَرَتِه في النَّحْوِ، فكان يذهَبُ إلى أبي زيدٍ الأنصاريِّ فيُنَاظِرُه ويُصَايِحُه؛ فَلَقَّبَه بذلك، وكان يُلَقَّب بالمُهَارِش؛ لأنَّه كان لا يُرَى إلَّا ناظرًا أو مُنَاظِرًا.
وكان مُرَافقًا لأبي عُثْمَان المَازِنِي، وكانا هما السَّبَب في إظهار "كتاب سِيبَوَيْه"، وقد قَدِم الجَرْميُّ بَغْدَاد، وناظَرَ الفَرَّاءَ.
عَقيدتُه:
قال ابنُ خَلِّكانَ: (كان ديِّنًا وَرِعًا حَسَنَ المذهَبِ صحيحَ الاعتِقادِ) [170] ينظر: ((وفيات الأعيان)) لابن خلكان (2/ 485). ، وقال القِفْطيُّ: (كان ممَّن اجتمع له مع العِلمِ صِحَّةُ المذهَبِ وصِحَّةُ الاعتِقادِ، وكان ذا دِينٍ وأخا وَرَعٍ) [171] ينظر: ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (2/ 80). ، وقال الخطيبُ البَغداديُّ: (وكَانَ ممَّن اجتمَعَ له مع العلمِ صِحَّةُ المَذْهَبِ وحُسْنُ الاعتقادِ) [172] ينظر: ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (10/426). .
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((المختصر)) في النَّحْو، وكتاب: ((الأبنية))، وكتاب: ((العَرُوض))، وكتاب: ((غَرِيب سِيبَوَيْه))، وله كتابٌ في السِّيرة.
وفاتُه:
تُوفِّي رحمه الله سَنةَ خمسٍ وعِشرينَ ومائَتَينِ [173] يُنظَر: ((أخبار النحويين البصريين)) للسيرافي (ص 56)، ((تاريخ العلماء النحويين)) للتَّنُوخي (ص 72)، ((نزهة الألباء في طبقات الأدباء)) لكمال الدين الأنباري (ص 114)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (2/ 80)، ((وفيات الأعيان)) لابن خَلِّكان (2/ 485)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (10/ 561)، ((البداية والنهاية)) لابن كثير (14/ 277)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص 155)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (2/ 8) .

انظر أيضا: