موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ العاشِرُ: أبو عَاصِمٍ النَّبِيلُ (ت: 212 هـ)


أَبو عاصمٍ الضَّحَّاكُ بنُ مَخْلَد بن مُسْلِم بن الضَّحَّاك، النَّبِيلُ، الشَّيْبَانِيُّ البَصْريُّ، النَّحْويُّ اللُّغَويُّ.
مَولِدُه:
وُلِد رحمه الله سنةَ اثنتينِ وعِشرينَ ومائةٍ.
مِن مشايخِه:
جعفرٌ الصَّادِق، وبَهْزُ بنُ حَكِيم، وابنُ جُرَيجٍ.
ومِن تَلامِذَتِه:
جَرِيرُ بنُ حَازِم، وأحمَدُ بنُ حَنبَلٍ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي. ورَوَى عنه البخاريُّ.
مَنزِلتُه ومكانتُه:
كان رحمه الله إمامًا ثِقَةً، زاهدًا، فقيهًا، عالِمًا، حافظًا ثبْتًا، لم يُرَ في يَدِه كتابٌ قَطُّ، وكان فيه مُزَاحٌ وكَيْسٌ، وكان ذكيًّا ماهرًا بعِلمِ الأدَبِ والشِّعرِ وأيَّام العَرَب.
قيل: إنه لُقِّبَ بالنَّبِيل؛ لِأَنَّ فِيلًا قَدِم البَصْرة، فَخَرَج النَّاسُ يُشاهِدونه، فقال ابنُ جُرَيجٍ لأبي عاصِمٍ: ما لَكَ لا تَخْرُجُ؟
قال: لم أَجَدْ منك عِوَضًا! فقال له: أنتَ نَبِيلٌ!
وقيل: لُقِّب به؛ لأنه كان فَاخِرَ البِزَّةِ، وكان يُتاجِرُ في الحريرِ.
عَقيدتُه:
اتَّفَق العُلَماءُ على عَظيمِ قَدْرِ أبي عاصِمٍ ووَرَعِه وديانتِه. قال أبو يَعْلى الخَليليُّ: (متَّفَقٌ عليه زُهدًا وعِلْمًا وديانةً وإتقانًا) [141] ينظر: ((الإرشاد في معرفة علماء الحديث)) للخليلي (2/ 519). . ونَقَل عنه البُخاريُّ أنَّه قال: (ما اغتَبْتُ أحدًا منذ عَلِمْتُ أنَّ الغِيبةَ تَضُرُّ بأهلِها) [142] ينظر: ((التاريخ الكبير)) للبخاري (4/ 336). .
وفاتُه:
تُوفِّي رحمه الله سنةَ اثْنَتَي عشرةَ ومائَتَينِ. وقيل: ثلاث، وقيل: أربَعَ عَشْرةَ ومائَتَينِ [143] يُنظَر: ((الطبقات الكبرى)) لابن سعد (7/ 295)، ((التاريخ الكبير)) للبخاري (4/ 336)، ((الثقات)) لابن حبان (6/ 483)، ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (24/ 356)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحَمَوي (4/ 1452)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (2/ 91)، ((تهذيب الكمال)) للمزي (13/ 281)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص 159)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (2/ 12). .

انظر أيضا: