موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: تعريفُ الفاعِلِ


هو الاسمُ الذي أُسنِد إليه عاملٌ (فِعلٌ أو شِبهُه)، مُقدَّمٌ عليه على جِهةِ وُقوعِه منه أو قيامِه به يُنظَر: ((الكافية في علم النحو)) لابن الحاجب (ص 14). .
شرحُ التعريفِ:
الفاعِلُ: هو الاسمُ، ويشمَلُ الاسمَ الصَّريحَ، نحوُ: «زيد» في قَولِك: «قام زيدٌ»، والمُؤَوَّلَ بالصريحِ نحو: «يُعجِبني أنْ تنجَحَ / أنَّك مجتَهِدٌ / ما تفْعَلُه »، فـ«أن تنجَحَ» تُؤوَّل بـ«نجاحُك»، و«أنَّك مجتَهِدٌ» تُؤوَّل بـ«اجتهادُك»، و«ما تفْعَلُه» تُؤوَّل بـ«فِعْلُك».
(الذي أُسنِدَ إليه الفِعْلُ) الجُملةُ الفِعْليَّةُ تتَكَوَّنُ من رُكنَينِ أساسيَّينِ: المسنَدِ (الفِعْل)، المسنَدِ إليه (الفاعِل)، وسواءٌ كان الإسنادُ على وَجهِ الإثباتِ، مِثلُ: ضرب زيدٌ عَمرًا، أو النَّفيِ، مِثلُ: لم يَضرِبْ زيدٌ عَمرًا، أو التعليقِ، مِثلُ: إن ضرب زيدٌ عَمرًا فعاقِبْه، أو الإنشاءِ، مِثلُ: هل ضرب زيدٌ عَمرًا؟
وشِبْهُ الفِعْلِ يَشمَلُ الاسمَ الذي يَعمَلُ عَمَلَ الفِعْلِ، كاسمِ الفاعِلِ في قَولِك: «أقائمٌ الزيدانِ؟» فـ«قائِمٌ» يرفع فاعلًا؛ لأنَّه شَبَهُ الفِعْلِ «يقوم»؛ واسمِ الفِعلِ، كما في قَولِك: «شَتَّانَ زيدٌ وعَمرٌو».
ويتقدَّمُ الفِعْلُ على الفاعِلِ وُجوبًا، فإن تأخَّر عن المُسنَدِ إليه، مِثلُ: «زيدٌ قام»، فتُصبحُ الجُملةُ اسميَّةً، وتكونُ جملةُ الفِعْلِ خَبَرًا للمُبتَدَأِ.
(على جِهةِ وُقوعِه منه) فالفاعِلُ هو مَن قام بالفِعْلِ، كما في: «ذهب محمَّدٌ»؛ فمحمدٌ وقع منه فِعلُ الذَّهابِ.
(أو قيامِه به) أي: اتَّصَف به، كقَولِك: «ماتَ الرَّجُلُ»؛ فالرجلُ اتَّصَف بالموتِ لا وقَع منه فِعلُه.
واحترز بقَولِنا: (تامٌّ) عن الأفعالِ النَّاقِصةِ، مِثلُ (كان) وأخواتها؛ فإنها لا ترفَعُ فاعِلًا يُنظَر: ((شرح قطر الندى)) لابن هشام (ص: 180). .
نماذِجُ إعرابيَّةٌ:
قام الزيدانِ.
قامَ: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ الظَّاهِرِ على آخِرِه، لا مَحَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
الزيدان: فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الألِفُ نيابةً عن الضَّمَّةِ؛ لأنَّه مُثَنًّى.
أقائمٌ الزيدانِ؟
الهمزةُ: حَرفُ استفهامٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ لا مَحَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
قائمٌ: مُبتَدَأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ على آخِرِه.
الزيدانِ: فاعِلٌ (سدَّ مسدَّ الخَبَر) مرفوعٌ باسمِ الفاعِلِ، وعَلامةُ رَفعِه الألِفُ نيابةً عن الضَّمَّةِ؛ لأنَّه مُثَنًّى.
انْكَسَر الزُّجاجُ
انكسَرَ: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ الظَّاهِرِ على آخِرِه، لا مَحَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
الزُّجاجُ: فاعِلٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
وشِبهُ الفِعْلِ في هذا البابِ خَمسةٌ:
1- اسمُ الفِعْلِ، مِثلُ: هَيْهاتَ السَّفَرُ.
السَّفَرُ: فاعِلٌ مَرفوعٌ باسمِ الفِعْل، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
2- اسمُ الفاعِلِ، مِثلُ: هذا هو النَّاجِحُ وَلَدُه.
ولَدُ: فاعِلٌ مَرفوعٌ باسمِ الفاعِلِ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
3- المَصْدَرُ المُضافُ إلى المفعولِ، مِثلُ قَولِ النَّبيِّ: «وحَجُّ البيتِ مَن استطاعَ إليه سبيلًا ».
مَن: اسمٌ موصول مَبْنيٌّ على السُّكونِ تحرَّك للالتقاء السَّاكنين، في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ بالمصدَرِ "حَجُّ"، والتقديرُ: وأن يَحُجَّ البَيتَ المستطيعُ.
4- الصِّفةُ المشبَّهةُ باسمِ الفاعلِ، مِثلُ: عَاشِر امرءًا حَسَنًا خُلُقُه.
خُلُقُ: فاعِلٌ مَرفوعٌ بالصِّفةِ المشَبَّهةِ (حَسَنًا)، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
5- اسمُ التفضيلِ، مِثلُ مررتُ بالأفضلِ أَبوه.
(أَبوه) فاعِلٌ مَرفوعٌ بالواوِ؛ لأنَّه من الأسماءِ السِّتَّةِ، لاسمِ التَّفضيلِ (أَفْضَل)، والهاءُ ضَميرٌ مَبْنيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ مُضافٌ إليه.
6- أمثلة المبالَغةِ مِن اسمِ الفاعل، مثل: زيدٌ مِن العلماء السيَّارةِ آراؤهم، النفَّاذةِ أقوالُهم؛ فـ(آراؤهم)، و(أقوالهم) مرفوعتانِ بصِيغة المبالَغةِ (سيَّارة)، و(نفَّاذة)، فصيغة المبالغة عَمِلت عمَلَ فِعلِها ورفَعَت فاعلًا لها يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن عقيل (2/ 76)، ((النحو الوافي)) لعباس حسن (2/ 63). .

انظر أيضا: