موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ السَّادِسُ: حَرْفُ الدَّالِ


دَاذِيٌّ:
ففي الحَديثِ: ((مَنَعتُهم أنْ يَبيعوا الدَّاذِيَّ)) [896] لم نجده مرفوعا، لكن روى أبو داودَ (3689) أنَّ سُفيانَ الثَّوريِّ سُئلَ عن الدَّاذي، فقال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "تستحِلُّ أُمَّتي الخَمْرَ يُسَمُّونَها بغيرِ اسمِها". قال أبو داودَ: وقال سُفيانُ الثَّوريُّ: (الداذيُّ شَرابُ الفاسِقينَ) .
الدَّاذِيُّ والذَّاذيُّ: ضَرْبٌ مِن النَّباتِ، وهو ذو عُنْقودٍ مُسْتَطيلٍ، وحَبُّه يُشبِهُ حَبَّ الشَّعيرِ، وهو مِن المُسكِراتِ، وهو شَرابُ الفُسَّاقِ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
شَرِبْنا مِن الدَّاذِيِّ حتَّى كأنَّنا
مُلوكٌ لنا بَرُّ العِراقَينِ والبَحْرُ [897] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (3/ 941)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 333).
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ: (دادي) [898] يُنظر: ((شرح الفصيح)) لابن هشام اللخمي (ص: 234)، ((قصد السبيل)) لمحمد الأمين المحبي (2/ 6)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 69). .
دانِقٌ، ودانَقٌ:
جاءَ في الحَديثِ: ((لَعَنَ اللهُ الدَّانِقَ، ومَن دَنَّقَ الدَّانِقَ)) [899] ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/ 137). .
والدَّانِقُ: هو سُدُسُ الدِّرْهَمِ والدِّينارِ، وهو كِنايةٌ عن الشَّيءِ التَّافِهِ الحَقيرِ.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: (دانَه)، أي: حَبَّةٌ [900] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 137)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 204). .
دَبْرٌ:
جاءَ في الأثَرِ عن النَّجاشيِّ قَوْلُه: ((ما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا، وأنِّي آذيْتُ رَجُلًا مِن المُسْلِمينَ)) [901] أخرجه أحمد (1740)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/115)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/301)  باختلافٍ يسيرٍ من حَديثِ أمِّ سلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها. .
والدَّبْرُ: الجَبَلُ.
وهو مُعرَّبٌ مِن الحَبَشيَّةِ [902] يُنظر: ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (14/ 80)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 97)، ((قصد السبيل فيما في اللُّغة العَربيَّة من الدَّخيل)) لمحمد الأمين المحبي (2/ 15). .
دَرْقَل أو دَرْكَل:
في الحَديثِ: ((أنَّه قَدِمَ عليه فِتْيةٌ مِن الحَبَشةِ يُدَرْقِلونَ)) [903] أخرجه الديلميُّ كما في ((الغرائب الملتقطة)) لابن حجر (1491) من حَديثِ عائشة رَضِيَ اللهُ عنها بلفظِ: ((... مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالذين يُدَرْكِلونَ بالمدينةِ، فقام عليهم ...)). وأخرجه الحارث كما في ((بغية الباحث)) للهيثمي (999)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7385) من حَديثِ عائشة رَضِيَ اللهُ عنها بلفظِ: ((حمَلني رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على عاِتقِه والحبَشةُ يَلْعَبونَ الدَّرْكَلةَ ...)) .
والدَّرْكَلةُ والدَّرْقَلةُ: لُعْبةٌ للصِّبْيانِ، ويُرْوى بكَسْرِ الكافِ وفَتْحِها، وقيلَ: الدَّرْقَلةُ: الرَّقْصُ، فيكونُ مَعْنى الحَديثِ: يَرْقُصونَ.
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن الحَبَشيَّةِ [904] يُنظر: ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 1147)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 114). .
دُرْنوكٌ:
في حَديثِ عائِشةَ: ((سَترْتُ على بابي دُرْنوكًا )) [905] أخرجه  البخاري (5955) باختلافٍ يسيرٍ، ومسلم (2107) واللَّفظُ له. .
والدُّرْنوكُ: نَوْعٌ مِن الثِّيابِ أو البُسُطِ.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: درنك [906] يُنظر: ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 939)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 213). .
دَسْكَرةٌ:
في حَديثِ أبي سُفْيانَ وهِرَقْلَ: ((إنَّه أذِنَ لعُظَماءِ الرُّومِ في دَسْكَرةٍ له )) [907] أخرجه البخاريُّ (7) . .
والدَّسْكَرةُ: بِناءٌ كالقَصْرِ، والجَمْعُ: الدَّساكِرُ.
والكَلِمةُ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُها: "دَسْكَرَه"، أي: المَدينةُ والبَلْدةُ، أو مِن السُّرْيانيَّةِ، وأصْلُها: (dasqarto) [908] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 310)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 117)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 217، 218). .
دُفٌّ وجَمْعُه: دُفوفٌ:
جاءَ في الحَديثِ: ((فَصْلُ ما بيْنَ الحَلالِ والحَرامِ الصَّوْتُ والدُّفُّ)) [909] أخرجه الترمذي (1088)، والنسائي (3369) باختلافٍ يسيرٍ. ، والمَقْصودُ: أن يُعلَنَ النِّكاحُ.
والدُّفُّ والدَّفُّ: آلةٌ موسيقيَّةٌ.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه (دَفْ)، ويَرى أَدِّي شِير أنَّ الفارِسيَّ مَأخوذٌ مِن الآراميَّةِ [910] يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 65). .
دِهْقانٌ:
في حَديثِ حُذَيْفةَ أنَّه كان بالمداينِ فاستَسْقى، فأتَاه دِهقانٌ بماءٍ في إناءٍ مِن فِضَّةٍ [911] أخرجه البخاري (5831)، ومسلم (2067). .
والدِّهْقانُ: رَئيسُ القَريةِ، والجَمْعُ: دَهاقينُ.
وهو مُعرَّبٌ فارِسيٌّ، مَأخوذٌ مِن (دهگـان) أو (ده خان)، و(ده) هو الإقْليمُ أو القَرْيةُ، و(خان)، أي: رَئيسٌ، فهو رَئيسُ القَرْيةِ [912] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 145)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (10/ 107)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 223). .
ديباجٌ:
في الحَديثِ: ((لا تَلْبَسوا الحَريرَ ولا الدِّيباجَ )) [913] أخرجه البخاري (5426)، ومسلم (2067)  من حَديثِ حُذيفةَ بنِ اليمانِ رَضِيَ اللهُ عنه. .
والدِّيباجُ: هو الثِّيابُ الَّتي تُتَّخَذُ مِن الإبْرِيسَمِ، والجَمْعُ: دَيابيجُ، ودَبابيجُ؛ لأنَّ الأصْلَ فيه: دِبَّاجٌ [914] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 97). .
الدِّيباجُ: أصْلُه في الفَهْلَويَّةِ: depak، وفي الفارِسيَّةِ الحَديثةِ: ديباه أو ديبا [915] يُنظر: ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 228). ، وذَكَرَ الزَّبيديُّ أنَّ أصْلَه (ديباي) وأُبْدِلَتِ الياءُ الأخيرةُ جيمًا في التَّعْريبِ، وذَكَرَ قَوْلًا آخَرَ، وهو أنَّ أصْلَه: ديبا، وزيدَتِ الجيمُ عنْدَ التَّعْريبِ [916] يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (5/ 544). .
دَيْرٌ:
جاءَ في حَديثِ تَميمٍ الدَّاريِّ عنِ الدَّجالِ: ((أيُّها القَوْمُ انْطَلِقوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ )) [917] أخرجه مسلم (2942) . .
والدَّيْرُ: مَكانٌ للعِبادةِ عنْدَ النَّصارى، ويُجمَعُ على: دِياراتٍ، وأدْيِرةٍ، ودِيَرةٍ، وأدْيارٍ.
وهو مُعرَّبٌ مِن السُّرْيانيَّةِ، وأصْلُه: (diaro) [918] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (4/ 301)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 229). .
ديماسٌ:
جاءَ في صِفةِ الدَّجالِ: ((كأنَّما خَرَج مِن دَيْماسٍ )) [919] أخرجه البخاري (3394)، ومسلم (168)  من حَديثِ أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه. .
والدِّيماسُ والدَّيْماسُ: هو الحَمَّامُ العامُّ، ويُجمَعُ على دَياميسَ، ودَماميسَ.
وهو مُعرَّبٌ مِن اليونانيَّةِ، وأصْلُه: (
ديوانٌ:
جاءَ في حَديثِ عائِشةَ: ((الدَّواوينُ ثَلاثةٌ: فديوانٌ لا يَغفِرُ اللهُ مِنه شيئًا، وديوانٌ لا يَعبَأُ اللهُ به شيئًا، وديوانٌ لا يَترُكُ اللهُ مِنه شيئًا)) [921] أخرجه  أحمد (26031)، والبيهقيُّ في ((شعب الإيمان)) (7473) باختلافٍ يسيرٍ، والحاكم (8717) واللَّفظُ له. .
والدِّيوانُ: هو الدَّفْتَرُ الَّذي تُكتَبُ فيه أسْماءُ الجَيْشِ وأهْلِ العَطاءِ.
وهو فارِسيٌّ مُعرَّبٌ، وأصْلُه في الفارِسيَّةِ: دِيو، بمَعْنى: الشَّيْطانِ، و(آن) عَلامةُ الجَمْعِ، فهُمْ يُشبِّهونَ الكُتَّابَ الَّذين يَكتُبونَ للحاكِمِ بالشَّياطينِ في نَفاذِهم [922] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 317)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 150)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 231). .
وذَكَرَ الدُّكْتورُ عبْدُ الرَّحيمِ أنَّه مِن dewan بالفَهْلَويَّةِ، وأنَّ اللَّفْظَ له صِلةٌ بالكَلِمةِ الفارِسيَّةِ (دبير)، وتَعْني: الكاتِبَ [923] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 317). .
دَيُّوثٌ:
في الحَديثِ: ((لا يَدخُلُ الجنَّةَ دَيُّوثٌ)) [924] أخرجه الطيالسيُّ (677) واللَّفظُ له، وابنُ خزيمة في ((التوحيد)) (2/865)، والبيهقيُّ في ((شعب الإيمان)) (10800)  باختلافٍ يسيرٍ من حَديثِ عمَّارِ بن ياسرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما. .
والدَّيُّوثُ الَّذي لا يَغارُ على أهْلِه.
وقيلَ: هو مُعرَّبٌ مِن السُّرْيانيَّةِ [925] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 147). ، وذَكَرَ الأزْهَريُّ أنَّ التَّدْييثَ مَعْناه القِيادةُ [926] يُنظر: ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (14/ 107). ، وأنَّ الدَّيُّوثَ هو القَوَّادُ على أهْلِه، واشْتَقَّه الفَيُّوميُّ مِن (ديث) [927] يُنظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (1/ 205). ، فعلى هذا يكونُ اللَّفْظُ عَربيًّا.

انظر أيضا: