موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ السَّادِسَ عَشَرَ: حَرْفُ الكافِ


كافورٌ:
قالَ اللهُ تعالى: إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا [الإنسان: 5] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
الكافورُ: الطِّيبُ، وفيه لُغاتٌ: القافورُ والقفُّورُ، ويُجمَعُ على: كوافيرَ [653] ينظر: ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 786، 787)، ((الصحاح)) للجوهري (2/ 808)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (5/ 149). .
والكَلِمةُ مَنْقولةٌ مِن الفارِسيَّةِ [654] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 285، 286)، ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 134)، ((الأصل والبيان)) لحمزة فتح الله (ص: 19). : (كافور)، وهو في الفَهْلويَّةِ: (kapur)، وأصْلُ الكَلِمةِ الفارِسيَّةِ مَوْجودٌ في اللُّغاتِ الهِنْديَّةِ؛ فهو في السَّنْسِكريتيَّةِ: (كربور).
واللَّفْظُ في السُّرْيانيَّةِ: (قفورا)، فلعلَّ اللُّغةَ الأُخرى (قَفُّور) مَنْقولةٌ مِن السُّرْيانيَّةِ [655] يُنظر: ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للدكتور/ ف. عبد الرحيم عبد السبحان (ص: 429، 430)، ((المعرَّب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 292). .
أمَّا الكافورُ بمَعْنى وِعاءِ طَلْعِ النَّخْلِ، فهو عَربيٌّ، ليس مَنْقولًا مِن لُغةٍ أُخرى [656] ينظر: ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 786). .
كِفْلَينِ:
قالَ اللهُ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ [الحديد: 28] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
الكِفْلُ: الحَظُّ والنَّصيبُ [657] ينظر: ((معاني القرآن)) للفراء (1/ 280). ، وفي الكَلِمةِ قَوْلانِ:
أنَّها عَربيَّةٌ أصيلةٌ مَأخوذةٌ مِن قَوْلِهم: اكْتَفَلْتُ البَعيرَ: إذا وَضَعَ الرَّاكِبُ على ظَهْرِه كِساءً ليَحفَظَه مِن السُّقوطِ، فكأنَّك لم تَسْتعمِلِ الظَّهْرَ كلَّه، إنَّما اسْتَعمَلْتَ جُزْءًا ونَصيبًا مِنه، والكِفْلُ: هو ذلك الكِساءُ الَّذي يَحفَظُ الرَّاكِبَ مِن السُّقوطِ [658] ينظر: ((معاني القرآن)) للزجاج (2/ 85)، (3/ 410، 402)، (5/ 131)، ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (10/ 140)، ((الصحاح)) للجوهري (5/ 1810)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (11/ 589). .
أنَّ الكَلِمةَ مَنْقولةٌ مِن الحَبَشيَّةِ، ومَعْنى الكِفْلِ في الحَبَشيَّةِ: الضِّعْفُ، فيكونُ مَعْنى كِفْلَيْنِ في الآيةِ: ضِعْفَيْنِ [659] يُنظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (1/ 68) (17/ 266)، ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 137)، ((الأصل والبيان في معرب القرآن)) لحمزة فتح الله (ص: 20)، وهذا القول عن أبي موسى الأشعري. .
كَنْزٌ:
قالَ اللهُ تعالى: فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ [هود: 12] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
الكَنْزُ: المالُ المَوْضوعُ في وِعاءٍ، أو المالُ المَدْفونُ، ومِنه كَنَزْتُ المالَ: إذا جَمَعْتَه؛ قالَ تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة: 34] [660] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (5/ 401). .
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ: (گنج)، وقدْ دَخَلَتِ الكَلِمةُ إلى لُغاتٍ عَديدةٍ؛ مِنها السُّرْيانيَّةُ: (كنزا)، ومِنها دَخَلَتْ إلى العَربيَّةِ [661] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 297)، ((المهذب)) للسيوطي (ص: 138)، ((شفاء الغليل)) للشهاب الخفاجي (ص: 226)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للدكتور/ ف. عبد الرحيم عبد السبحان (ص: 446). .

انظر أيضا: