موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّاني عَشَرَ: حَرْفُ الطَّاءِ


الطَّاغوتُ:
قالَ اللهُ تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 256] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
للمُفسِّرينَ فيها أقْوالٌ عِدَّةٌ؛ مِنها: أنَّها تَعْني: الشَّيْطانَ أو الكاهِنَ، أو السَّاحِرَ، أو الوَثَنَ، أو الصَّنَمَ، وكلُّ رأسٍ في الضَّلالِ يُسمَّى: طاغوتًا [584] ينظر: ((جامع البيان = تفسير الطبري)) للطبري (5/ 416 – 419)، ((الصحاح)) للجوهري (6/ 2413). .
وثَمَّةَ قَوْلٌ يَرى أنَّها مَنْقولةٌ مِن اللُّغةِ الحَبَشيَّةِ، وتَعْني: الكاهِنَ [585] يُنظر: ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 112). .
طالوتُ:
قالَ اللهُ تعالى: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا الآية [البقرة: 247] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
"طالوتُ" اسمُ عَلَمٍ على مَلِكٍ مِن مُلوكِ بَني إسْرائيلَ، مُعرَّبٌ مِن العِبْريَّةِ، وأصْلُه فيها: (شاؤل) [586] يُنظر: ((الكشاف)) للزمخشري (1/ 292)، ((المعرب)) للجواليقي (ص: 227، 228)، ((المعرَّب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 337، 338). .
طه:
قالَ اللهُ تعالى: طه [طه: 1] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
في مَعْناها أقْوالٌ عَديدةٌ [587] فيها أقوالٌ كثيرةٌ؛ منها: أنَّها بمعنى: يا رَجُلُ، وهو المعنى الَّتي تكونُ فيه مُعَرَّبةً، وعلى هذا القَولِ ابنُ عَبَّاسٍ والحَسَنُ وعِكْرِمةُ، وسَعيدُ بنُ جُبَيرٍ، والضَّحَّاكُ، وقَتادةُ، ومجاهِدٌ، والكَلْبيُّ. أنَّها اسمٌ مِن أسماءِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. أنَّها اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالى. أنَّ معناها: يا فُلانُ. أنَّها اسمٌ للسُّورةِ الَّتي ابتُدِئَت بها. أنَّها من المُتشابِهِ الَّذي لا يُعرَفُ المرادُ منه. أنَّها من جُملةِ الحُروفِ المقَطَّعةِ الَّتي تبدَأُ بها السُّوَرُ، وكُلُّ حَرفٍ فيها يدُلُّ على معنًى. أنَّ مَعناها: طَأِ الأرضَ يا محمَّدُ بقَدَميك، وقُلِبَت الهمزةُ هاءً؛ ذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُتعِبُ نَفْسَه في الصَّلاةِ، حتى كادت قَدَماه تتوَرَّمُ، فأمَرَه الحَقُّ سُبحانَه أن يترَوَّحَ ويتَخَفَّفَ، أو أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يرفَعُ رِجْلًا ويقومُ على رِجْلٍ، فأمَرَه اللهُ تبارك وتعالى بأن يَطَأَ الأرضَ بقَدَميه. أنَّ معناها: طُوبى لِمَن اهتدى. يُنظر: ((فتح القدير)) للشوكاني (3/ 420)، ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (11/ 166). ؛ والَّذي عليه غالِبُ المُفَسِّرينَ أنَّ مَعْناها: يا رَجُلُ [588] يُنظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (11/ 166). ، ثُمَّ إنَّهم يَنْقسِمونَ؛ فالبَعْضُ يَرى أنَّها مَنْقولةٌ مِن لُغةٍ أُخرى غيْرِ لُغةِ العَربِ، وفي تلك اللُّغةِ يَخْتلِفونَ أيضًا على ثَلاثةِ أقْوالٍ: النَّبَطيَّةُ، والسُّرْيانيَّةُ، والحَبَشيَّةُ، والبعضُ الآخَرُ يَرى أنَّها لُغةٌ لبعضِ قَبائِلِ اليَمَنِ، ويَخْتلِفونَ في القَبيلةِ الَّتي تَتكلَّمُ بها على ثَلاثِ قَبائِلَ: عكٍّ، وعُكْلٍ، وطَيِّئٍ، ومِنه قَوْلُ القائِلِ:
دَعَوْتُ بِطه في القِتالِ فلم يُجِبْ
فَخِفْتُ عليه أن يَكونَ مُوائِلا
وقدْ رأى الشَّوْكانيُّ أنَّه لا مانِعَ أن تكونَ الكَلِمةُ مَوْضوعةً لِهذا المَعْنى في اللُّغاتِ الثَّلاثِ [589] ينظر: ((فتح القدير)) للشوكاني (3/ 420). ، وذَكَرَ القُرْطُبيُّ أنَّها إن كانَت مَنْقولةً مِن لُغةٍ أُخرى، فهي لُغةٌ يَمَنيَّةٌ مَعْروفةٌ في قَبائِلَ عَربيَّةٍ، وهي: عَكٌّ وعُكْلٌ وطَيِّئٌ [590] ينظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (11/ 166). .
طُوبى:
قالَ اللهُ تعالى: طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ [الرعد: 29] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
لأهْلِ التَّفْسيرِ فيها أقْوالٌ عِدَّةٌ؛ فقيلَ: هي اسمُ شَجَرةٍ في الجَنَّةِ، وقيلَ: هي (فُعْلى) مِن الطِّيبِ، قُلِبَتِ الياءُ واوًا، ومَعْناها: العَيْشُ الطَّيِّبُ لهم، وقيلَ: غِبْطةٌ لهم، وقيلَ: حُسْنى لهم، وقيلَ: نُعْمى لهم، وقيلَ: خَيْرٌ لهم، وقيلَ: فَرَحٌ لهم وقُرَّةُ عَيْنٍ [591] ينظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (9/ 316). .
وثَمَّةَ قَوْلٌ يَرى أنَّها: اسمٌ للجَنَّةِ في اللُّغةِ الحَبَشيَّةِ [592] يُنظر: ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (14/ 29)، ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 226)، ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 113)، ((الأصل والبيان)) لحمزة فتح الله (ص: 16)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 335، 336). .
الطُّورُ:
قالَ اللهُ تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 63] ، وقال تعالى: وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ [الطور: 1، 2].
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
الطُّورُ هو اسمٌ للجَبَلِ الَّذي كلَّمَ اللهُ عزَّ وجَلَّ عليه موسى عليه السَّلامُ، والكَلِمةُ مَنْقولةٌ مِن السُّرْيانيَّةِ أو النَّبَطيَّةِ، والصَّحيحُ أنَّها مِن السُّرْيانيَّةِ بمَعْنى الجَبَلِ، وأصْلُها: (طورا/ tora) [593] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 221)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (4/ 508)، ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 114)، ((المعرَّب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 326). .

انظر أيضا: