موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّالِثُ: حَرْفُ التَّاءِ


تَتْبِيرًا:
قالَ اللهُ تعالى: وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا [الإسراء: 7] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
التَّتْبيرُ هو: الدَّمارُ والهَلاكُ [444] يُنظر: ((تفسير غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 251)، ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (9/ 481)، .
وفيها أقْوالٌ:
قيلَ: نَبَطيَّةٌ، مَعْناها الإهْلاكُ [445] يُنظر: ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 79)، ((الأصل والبيان في معرب القرآن)) لحمزة فتح الله (ص: 7). .
وقيلَ: آراميَّةٌ، مَعْناها: كَسَرَه. [446] يُنظر: ((غرائب اللُّغة العَربيَّة)) لرفائيل نخلة اليسوعي (ص: 175)، نقلًا عن ((المعرب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 184). . ومَعْلومٌ أنَّ النَّبَطيَّةَ لَهْجةٌ مِن لَهَجاتِ الآراميَّةِ الغَربيَّةِ.
التَّنُّورُ:
قالَ اللهُ تعالى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ [هود: 40] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
اخْتُلِفَ في مَعْناها؛ فقيلَ: الَّذي يُخبَزُ فيه، وقيلَ: عَيْنُ ماءٍ، وقيلَ: وَجْهُ الأرْضِ، وقيلَ: تَنْويرُ الصُّبْحِ [447] يُنظر: ((تفسير الماوردي = النكت والعيون)) (2/ 472)، ((التفسير البسيط)) للواحدي (1/ 175)، ((المحيط في اللُّغة)) للصاحب بن عباد (2/ 373)، ((الصحاح تاج اللُّغة وصحاح العَربيَّة)) للجوهري (2/ 602). .
اخْتُلِفَ في أصْلِها اخْتِلافًا كَبيرًا؛ فقيلَ: آراميَّةٌ، مَأخوذةٌ مِن مَكانِ النَّارِ [448] يُنظر: ((غرائب اللُّغة العَربيَّة)) لرفائيل نخلة اليسوعي (ص: 175)، نقلًا عن ((المعرب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 187). ، وقيلَ: فارِسيَّةٌ [449] يُنظر: ((الأصل والبيان في معرب القرآن)) لحمزة فتح الله (ص: 7). ، وقيلَ: عِبْريَّةٌ [450] يُنظر: ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة في اللُّغة العَربيَّة)) لطوبيا العنيسي (ص: 18، 19). . وأرْجَحُ الآراءِ أنَّها وَرَدَتْ في اللُّغاتِ كافَّةً بنفْسِ المَعْنى؛ قالَ الثَّعالِبيُّ: لَفْظُ "التَّنُّورِ" ضِمْنَ الأسْماءِ القائِمةِ في لُغتَيِ العَرَبِ والفُرْسِ على لَفْظٍ واحِدٍ [451] يُنظر: ((فقه اللُّغة وسر العَربيَّة)) للثعالبي (ص: 452). ، وقالَ ابنُ جِنِّي: ويُقالُ: إنَّ التَّنُّورَ لَفْظةٌ اشْتَرَكَتْ فيها جَميعُ اللُّغاتِ مِن العَرَبِ وغيْرِهم [452] ينظر: ((الخصائص)) لابن جني (3/ 288). ، وهو ما رَجَّحَه الدُّكْتورُ مُحمَّد السَّيِّد [453] يُنظر: ((المعرَّب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 187). .
التَّوْراةُ:
قالَ اللهُ تعالى: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ [آل عمران: 3] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:
التَّوْراةُ: أسْفارُ موسى عليه السَّلامُ الخَمْسةُ، ويُطلَقُ على العَهْدِ القَديمِ كلِّه.
وفيها أقْوالٌ:
قيلَ: فارِسيَّةٌ، مَأخوذةٌ مِن "تورة" ومَعْناها العادةُ، ثُمَّ تَطوَّرَتْ فصارَتْ بمَعْنى التَّعْليمِ، ثُمَّ بمَعْنى الشَّريعةِ [454] يُنظر: ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة في اللُّغة العَربيَّة)) لطوبيا العنيسي (ص: 19). .
وقيلَ: عِبْريَّةٌ، دَخَلَتِ العَربيَّةَ عن طَريقِ اللُّغةِ الآراميَّةِ [455] يُنظر: ((التَّطوُّر النحوي للغة العَربيَّة)) لبرجشتراسر (ص: 227)، ((المعرب في القرآن الكريم)) لمحمد السيد (ص: 188). .

انظر أيضا: