موسوعة اللغة العربية

المسألةُ التاسعةُ: حَذفُ فِعلِ الشَّرْطِ وجوابِه


يجوزُ أن يُحذَفَ فِعلُ الشَّرْطِ وجوابُه معًا، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
قالت بناتُ العَمِّ يا سلمى وإنْ
كان فقيرًا مُعدِمًا قالت وإنْ
أي: وإنْ كان فقيرًا مُعدِمًا أتزَوَّجْه.
ومنه تَقولُ: اضرِبْ زيدًا إنْ أساء، وإلَّا فلا، أي: وإنْ لا يُسِئْ فلا تَضرِبْه، وتَقولُ: من فعل فقد أحسن، ومَن لا فلا، أي: مَن لا يَفعَلْ فلم يحسِنْ يُنظَر: ((النحو الوافي)) لعباس حسن (4/ 480). .
ويُشترَطُ في حذفِ جوابِ الشَّرْطِ سواءٌ كان واجبًا -كأن يسبِقَه القَسَمُ- أو جائزًا: أن يكونَ فِعلُ الشَّرْطِ ماضيًا، سواءٌ في اللَّفظ أو المعنى؛ فلا يجوزُ أن تَقولُ: أنت ظالمٌ إنْ تَقُمْ؛ فإن جوابَ الشَّرْطِ محذوفٌ، وقَولُك: "أنت ظالمٌ" دليلٌ عليه، ولا يجوزُ ذلك وفِعلُ الشَّرْطِ "تَقُمْ" مضارعٌ.
كذلك لا يجوزُ في مِثلِ: واللهِ إنْ تَقُمْ ليقومَنَّ عليٌّ؛ فإنَّ فِعلَ الشَّرْطِ واجِبُ الحذفِ؛ لتقَدُّمِ القَسَمِ عليه وعَدَمِ سَبْقِه بمُبتَدَأٍ أو اسمِ (كان).
ومعنى أن يكونَ فِعلُ الشَّرْطِ ماضيًا في المعنى: أن يكونَ مُضارعًا مسبوقًا بـ(لم)؛ فيجوزُ أن تَقولُ: أنت ظالمٌ إنْ لم تقُمْ، وواللهِ إنْ لم تَقُمْ ليقومَنَّ عليٌّ. ومنه قَولُه تعالى: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ [مريم: 46] يُنظَر: ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (3/ 1618)، ((شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو)) لخالد الأزهري (2/ 414). .

انظر أيضا: