موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّامِنُ: المُعرَّبُ والمُشْترَكُ اللَّفْظيُّ


قد يُؤدِّي تَعْريبُ الكَلِمةِ إلى أن تَتَّفِقَ في لَفْظِها معَ كَلِمةٍ عَربيَّةٍ تَخْتلِفُ معَها في المَعْنى، وهذه صورةٌ مِن صُوَرِ المُشْترَكِ اللَّفْظيِّ، والأمْثِلةُ على ذلك:
كَلِمةُ (سُور): السُّورُ هو الحائِطُ في العَربيَّةِ، وهو مُعرَّبٌ فارِسيٌّ يُطلَقُ على نَوْعٍ مِن أنْواعِ الطَّعامِ؛ فقدْ جاءَ في حَديثِ جابِرٍ رَضيَ اللهُ عنه: ((إنَّ جابرًا قد صنع سُورًا، فحَيَّ هلًا بكم )) [233] أخرجه البخاريُّ (4102)، ومسلم (2039). و يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 420). .
كَلِمةُ (زُور): في العَربيَّةِ مَعْناها: شَهادةُ الباطِلِ، وهو مُعرَّبٌ فارِسيٌّ ويَعْني: القُوَّةَ [234] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (4/ 333 وما بعدها)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 263). .
كَلِمةُ (حُبٍّ): في العَربيَّةِ مَعْناها: الوِدادُ، وهو مُعرَّبٌ فارِسيٌّ أصْلُه: (حُنْب)، وهو الجَرَّةُ الضَّخْمةُ [235] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (1/ 289 وما بعدها)، ((التقريب لأصول التَّعْريب)) للشيخ طاهر الجزائري (ص: 85)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 175). .
كَلِمةُ (مَرْج): في العَربيَّةِ بمَعْنى القَلَقِ والاضْطِرابِ، وهي أيضًا مُعرَّبةٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُها (مَرْغ)، ومَعْناها: الأرْضُ الواسِعةُ الخَصيبةُ، يُقالُ: مَرَجَتِ الدَّابَّةُ، أي: رَعَتِ المَرْجَ، ومَرَجْتُها أنا، أي: أرْسَلْتُها تَرْعى في المَرْجِ [236] يُنظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 567)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 417). ، ولا شيءَ مِن أقْوالِ اللُّغويِّينَ يَدُلُّ على أنَّ المَرْجَ بِهذا المَعْنى (مَعْنى الأرْضِ الواسِعةِ الخَصيبةِ) عَربيُّ الأصْلِ.
كَلِمةُ (عَسْكَر): العَسْكَرةُ في العَربيَّةِ تَعْني الشِّدَّةَ والجَدْبَ، قالَ طَرَفةُ الرَّمَل:
ظلَّ في عَسْكَرةٍ مِن حُبِّها
ونأَتْ شَحْطَ مَزارِ المُدَّكِرْ
أي: ظَلَّ في شِدَّةٍ مِن حُبِّها.
والعَسْكَرُ لَفْظٌ مُعرَّبٌ فارِسيٌّ أصْلُه (لَشْكر)، وهو مَجمَعُ الجَيْشِ، والجَيْشُ نفْسُه [237] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (4/ 567)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 342). [238] يُنظر: ((التَّعْريب في القديم والحديث)) لمحمد حسن عبد العزيز (ص: 79 – 82). .

انظر أيضا: