موسوعة اللغة العربية

المسألةُ الثالثةُ: الجَزمُ بـ(إذا) الاستقباليَّةِ


(إذا) قد تأتي للمُفاجأةِ؛ تَقولُ: خرجتُ فإذا المطَرُ ينْهَمِرُ، وقد تكون استقباليَّةً لا تفيدُ الشَّرْطَ، كقَولِه تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى [الليل: 1، 2]، وقد تكونُ استقباليَّةً تفيدُ الشَّرْطَ، وهذه لا تجزمُ الفِعْلَ المضارعَ؛ لأنَّها لا تختَصُّ به، ولأنَّها تخالِفُ أدواتِ الشَّرْطِ الجازمةَ في أنها تفيدُ تعليقَ الجوابِ على فِعلٍ مَقطوعٍ بوُقوعِه حقيقةً أو حُكمًا، بخلافِ سائِرِ أخواتِ (إنْ)؛ فإنها تفيدُ تعليقَ الجَوابِ على فِعلٍ مُحتَمَلٍ حُدوثُه.
غيرَ أنَّه جاء الجزمُ بها في الشِّعرِ فحَسْبُ، كقَولِ الشَّاعِرِ:
استغنِ ما أغناك ربُّك بالغِنى
وإذا تُصِبْك خَصاصةٌ فتَجَمَّلِ
بجَزمِ "تُصِبْك".
ومنه قَولُ آخَرَ:
وإذا نطاوِعْ أَمْرَ سَادَتِنَا
لا يَثْنِنا بُخلٌ ولا جُبْنُ

انظر أيضا: