موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ العاشر: الواو


يُشترَطُ في تلك الواوِ أن تكونَ بمعنى "مع" لا العاطفةَ، ويُشترَطُ فيها ما يُشترَطُ في الفاءِ من وقوعِها بعد نفيٍ أو طَلَبٍ.
ولم يُعهَدْ مجيئُها بعد الطَّلَبِ إلَّا بعْد أمرٍ أو نهْيٍ أو تمنٍّ فحسْبُ. فمِثالُ وُقوعِها بعد نفيٍ قَولُه تعالى: وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [آل عمران: 142] ، وقَولُ الشَّاعِرِ:
ألم أكُ جارَكُم ويكونَ بيني
وبينكُمُ المودةُ والإخاءُ
 ومثالُ وُقوعِها بعد أمرٍ قولُ الشَّاعِر:
فقلتُ ادْعِي وأدعوَ إنَّ أَنْدَى
لِصَوْتٍ أَنْ يُنَادِيَ داعيانِ
ومِثالُه بعد النَّهيِ قَولُ أبي الأسوَدِ الدُّؤَليِّ:
لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتَأْتِيَ مِثْلَهُ
عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
ومِثالُه بعد التمَنِّي قولُه تعالى: يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا [الأنعام: 27] .
والمرادُ بإفادتها معنى "مع" يتجلَّى في مِثلِ قَولِك: لا تأكلِ السَّمَكَ وتَشرَبَ اللَّبَنَ؛ فإنَّ الواوَ العاطِفةَ تقتضي النَّهيَ عن شَربِ اللَّبنِ كما تنهى عن أكلِ السَّمَكِ، فيكونُ ممنوعًا عليك أن تشربَ اللَّبَنَ أبدًا، فتجزم (تَشرَب).
أمَّا المرادُ بالواوِ التي تفيدُ معنى "مع" فهو النَّهيُ عن الجمعِ بين الشَّيئينِ؛ فتَنصِبُ (تشرَب)، والمعنى: يجوزُ لك أن تأكُلَ السَّمَكَ أبدًا، وأن تشرَبَ اللَّبَنَ دائمًا، لكن لا يجوز لك أن تجمَعَ بينهما يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 485)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) للمرادي (3/ 1255). .

انظر أيضا: