موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّالث عشر: لُغةُ الضَّادِ


هي اللُّغةُ العَربيَّةُ، وسُمِّيتْ بذلك لأنَّها تَكادُ تَنْفرِدُ بهذا الحَرْفِ، وكأنَّ الضَّادَ لم تأتِ إلَّا في العَربيَّةِ لثِقَلِها على اللِّسانِ وعُسْرِها في النُّطْقِ؛ فقدِ انْفَردَتْ بالاسْتِطالةِ، وقلَّما يَسْتطيعُ اللِّسانُ النُّطْقَ بالضَّادِ الأُولى؛ فمِنَ النَّاسِ مَنْ يَنطِقُها ظاءً، ومِنهم مَنْ يَخلِطُها بالذَّالِ، ومِنهم مَنْ يَجعَلُها دالًا مُفخَّمةً.
فكانتِ الضَّادُ هي المُشْكِلةَ الأُولى عِنْدَ مُتعلِّمي العَربيَّةِ مِنَ الأعاجِمِ؛ يقولُ الدُّكتورُ إبْراهيم أنيس: (يَظهَرُ أنَّ القَديمةَ كانت عَصيَّةَ النُّطْقِ على أهالي الأقْطارِ الَّتي فتَحَها العَربُ، أو حتَّى على بعضِ القَبائِلِ العَربيَّةِ في شِبْهِ الجَزيرةِ؛ ممَّا يُفسِّرُ تلك التَّسْميةَ القَديمةَ "لُغةَ الضَّادِ"، كما يَظهَرُ أنَّ النُّطْقَ القَديمَ بالضَّادِ كان إحْدى خَصائِصِ لَهْجةِ قُرَيشٍ) [590] ((الأدوات اللغوية)) لإبراهيم أنيس (ص:50)، ((المدخل إلى علم اللُّغة ومناهج البحث اللغوي)) لرمضان عبد التواب (ص:70). .

انظر أيضا: