موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الحاديَ عشَرَ: القَوْلُ بالموجِبِ


هو نَوْعانِ:
الأوَّلُ: أنْ تَقَعَ صِفةٌ في كَلامِ الغيْرِ كِنايةً عن شيءٍ أُثبِتَ له حُكْمٌ، فتُثبِتَ في كَلامِك تلك الصِّفةَ لِغيْرِ ذلك الشَّيءِ، مِن غيْرِ تَعرُّضٍ لثُبوتِ ذلك الحُكْمِ له أوِ انْتِفائِه عنه؛ كقولِه تعالَى: يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8] ، فَالْمُنَافِقُونَ يَقْصِدُونَ بِالأَعَزِّ فَرِيقَهُم، وبالأَذَلِّ فَرِيقَ المُؤْمِنِين، فأثْبَتَ اللهُ الصِّفَةَ الْتِي جَعَلُوها لِأَنْفُسِهم لِفَرِيقِ الإيْمانِ دُونَ أنْ يَنْفِيَها عَنْهُم.
والثَّاني: ويُسمَّى أسْلوبَ الحَكيمِ: حَمْلُ لَفْظٍ وقَعَ في كَلامِ غيْرِك على خِلافِ مُرادِه ممَّا يَحْتَمِلُه ذلك اللَّفْظُ بذِكْرِ مُتعلِّقِه الكِنايةِ؛ كقولِ الشَّاعِرِ:
وَقَالُوا قَدْ صَفَتْ مِنَّا قُلُوبٌ
وَقَدْ صَدَقُوا وَلَكِنْ مِنْ وِدَادِي [539] يُنظر: ((علوم البلاغة)) للمراغي (ص: 347). .

انظر أيضا: