موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الرَّابعُ: ضَميرُ الشَّأنِ والقِصَّةِ والحَديثِ


هو ضَميرٌ غائِبٌ يَسبِقُ الجُملةَ ويَعودُ على ما في النَّفْسِ مِن شأنٍ أو قِصَّةٍ، وتأتي بَعْدَه جُملةٌ تُفسِّرُه وتُبيِّنُه، كقَولِه تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1] .
والغَرَضُ مِنه التَّعْظيمُ والتَّفْخيمُ والتَّهْويلُ؛ وذلك أنَّ العَربَ إذا أرادوا أن يُتكلَّمَ عن أمْرٍ عَظيمٍ لم يأتوا بلَفْظِه مُباشَرةً، بل يُقدِّمون ضَميرًا لتَهْيئةِ السَّامِعِ على تَلقِّي الخَبَرِ واسْتِشرافِ نفْسِه على تَعْظيمِه.
وسُمِّي ضَميرَ الشَّأنِ؛ لأنَّه يَرمُزُ للشَّأنِ إن كان مُذكَّرًا، كقَولِه تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1] ، والقِصَّةَ؛ لأنَّه يَرمُزُ إلى القصَّةِ إن كان مُؤنَّثًا، مِثلُ قَولِه تعالى: فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ [الحج: 46] ، أي: قُلِ: الشَّأنُ الحَقُّ الَّذي يَنْبَغي مَعْرِفتُه: اللهُ أحَدٌ، إنَّ القصَّةَ العَظيمةَ أنَّ العَمى ليس عَمى الأبْصارِ.
وتَسْميتُه بضَميرِ الشَّأنِ أوِ القصَّةِ هي تَسْميةُ البَصريِّينَ، أمَّا الكُوفيُّونَ فسَمَّوه بالمَجْهولِ؛ لأنَّه في أوَّلِ الأمْرِ يدُلُّ على مَجْهولٍ ثمَّ يُفسَّرُ [455] يُنظر: ((همع الهوامع)) للسيوطي (1/273)، ((النَّحْو الواضح)) لعلى الجارم ومصطفى أمين (2/106)، ((النَّحْو الوافي)) لعباس حسن (1/253)، ((مُصْطلَحات النَّحْو الكوفي)) لعبد الله الخثران (ص: 66). .

انظر أيضا: