موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: الحَذفُ القياسيُّ


هو ما كان لعِلَّةٍ تصريفيَّةٍ غيرِ التَّخفيفِ؛ كالاستِثقالِ والتقاءِ السَّاكِنَينِ، وهو يتعَلَّقُ بثلاثِ مَسائِلَ: بفاءِ الفِعلِ المثالِ ومَصدَرِه، وبالحَرفِ الزَّائِدِ في الفِعلِ، وبعَينِ الفِعلِ الثُّلاثيِّ الذي عينُه ولامُه من جنسٍ واحدٍ عندَ إسنادِه لضَميرِ الرَّفعِ المتحَرِّكِ، كما يأتي:
الأُولى: الفِعلُ الثُّلاثيُّ المعتَلُّ الأوَّلِ بالواوِ، المفتوحُ العَينِ في الماضي المكسورُها في المضارِعِ، تُحذَفُ الواوُ في المضارعِ والأمرِ، والمصدَرِ إذا كان على وَزنِ فِعْلةٍ لغَيرِ الهيئةِ، بشَرطِ أن يُعَوَّضَ بتاءٍ في آخِرِه، نحوُ: وَجَدَ يَجِدُ، وأصلُه: يَوْجِدُ. حُذِفَت الواوُ في المضارعِ.
الثَّانيةُ: الماضي على وَزنِ أَفْعَلَ؛ فإِنَّه يجِبُ حَذفُ الهمزةِ من مضارِعِه ووصْفَيه، ما لم تُبدَلْ؛ كراهةَ اجتماعِ الهمزَتَينِ في المبدوءِ بهَمزةِ المتكَلِّمِ، وحُمِلَ غيرُه عليه، نحوُ: أكَرَم ويُكْرِمُ ونُكْرِمُ وتُكْرِمُ ومُكْرِمٌ ومُكْرَمٌ.
الثَّالِثةُ: الفِعلُ الماضي الثُّلاثيُّ المكسورُ العَينِ، وكانت هي ولامُه من جنسٍ واحِدٍ، جاز لك فيه عندَ إسنادِه للضَّميرِ المتحَرِّكِ ثلاثةُ أوجُهٍ: الإتمامُ، وحَذفُ العينِ منقولةً حَرَكتُها للفاءِ، وغيرَ منقولةٍ؛ كظَلِلْتُ بالإتمامِ، وظِلْتُ بحَذفِ اللَّامِ الأُولى، ونَقلِ حَرَكتِها لِما قَبلَها، وظَلْتُ، محذوفُ اللَّامِ بدونِ نَقلٍ، فإن زاد على ثلاثةٍ تعَيَّنَ الإتمامُ، نحوُ: أقرَرْتُ، وشَذَّ أحَسْتُ في أحْسَسْتُ، كما يتعَيَّنُ الإتمامُ لو كان ثلاثيًّا مفتوحَ العَينِ، نحوُ: حلَلْتُ، وشَذَّ هَمْتُ في هَمَمْتُ [362] يُنظر: ((همع الهوامع في شرح جمع الجوامع)) للسيوطي (3/ 461)، ((شذا العَرْف في فن الصرف)) لأحمد الحملاوي (ص: 138). .

انظر أيضا: