موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّالثُ: الحالُ المُتداخِلةُ


هي الحالُ المُتعدِّدةُ الَّتي تكونُ فيها الحالُ الثَّانيةُ حالًا مِنَ الضَّميرِ المُسْتترِ في الأُولى، وتكونُ مُخْتلِفةَ الألفاظِ، وصاحِبُها مُتعدِّدًا، وعِنْدَئذٍ يَجبُ التَّفْريقُ بَيْنَهما من دونِ عاطِفٍ وعلى عَكْسِ تَرْتيبِ صاحِبِها، والأحْسَنُ أن تأتيَ كلٌّ مِنها معَ صاحِبِها مُباشَرةً، مِثلُ: "لَقِيتُ والدي مُبْتسِمًا صاعِدةً"؛ فالحالُ مُتعدِّدةٌ، وهي "مُبْتسِمًا" و"صاعِدةً"، وصاحِبُهما مُتعدِّدٌ كذلك؛ إذْ تَعودُ "مُبْتسِمًا" على "والدي"، و"صاعِدةً" حالٌ مِنَ التَّاءِ في "لَقِيتُ"، فأتَتِ الحالُ على عَكْسِ تَرْتيبِ صاحِبِها، والأحْسَنُ أن تقولَ: لَقِيتُ صاعِدةً والدي مُبْتسِمًا.
وقد يكونُ صاحِبُ الحالِ الثَّانيةِ هو الضَّميرَ في الحالِ الأُولى، كقَولِه تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأنبياء: 2] ؛ فجُملةُ: إِلَّا اسْتَمَعُوهُ حالِيَّةٌ، وصاحِبُها الضَّميرُ في يَأْتِيهِمْ، وجُملةُ: وَهُمْ يَلْعَبُونَ حالٌ أُخْرى، وصاحِبُها الضَّميرُ في جُملةِ الحالِ اسْتَمَعُوهُ [354] يُنظَر: ((شرح كتاب الحدود في النَّحْو)) للفاكهي (ص: 231)، ((المعجم المفصل في النَّحْو العربي)) لعزيزة فوال (1/ 444). .

انظر أيضا: