موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الثاني: مواضِعُ وُجوبِ كَسْرِ هَمزةِ «إنَّ»


يجِبُ كَسرُ هَمزةِ «إنَّ» في مواضِعَ:
1- أن تقَعَ في الابتداءِ حقيقةً أو حُكمًا.
فحقيقةً بأن تقَعَ في أوَّلِ الكلامِ ولا يتقدَّمَ عليها شيءٌ، نحوُ قَولِك: إنَّ محمدًا غائِبٌ. وحُكمًا بأن تقَعَ بعد حَرفٍ مِن حُروفِ التنبيهِ وتُسمَّى حروف الاستفتاح. ، مِثلُ «ألَا» الاستفتاحيَّةِ في قَولِه تعالى: أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [يونس: 55] .
2- أن تقَعَ في جَوابِ القَسَمِ ويَقتَرِنَ خَبَرُها باللامِ، نَحوُ قَولِه تعالى: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر: 1، 2]، وتَقولُ: واللهِ إنَّك لناجِحٌ.
3- أن تقَعَ في صَدرِ جُملةِ مَقولِ القَولِ، نَحوُ قَولِه تعالى: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ [مريم: 30]. فإن كان القَولُ بمعنى «الظَّنِّ أو الاعتقادِ» وجب الفتح، مِثلُ: «أتقولُ أنَّ زيدًا قائمٌ؟» أي: أتَظُنُّ.
4- أن تقَعَ بعد فِعلٍ قَلبيٍّ سيأتي ذكر أفعال القلوب في باب (ظن وأخواتها)، ومعنى تعليق عملها. عُلِّقَ عن العَمَلِ بسَبَبِ وُجودِ لامِ الابتداءِ في خَبَرها، نَحوُ قَولِه تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ [المنافقون: 1] ، فإن لم يكُنْ في خَبَرها اللامُ فُتِحَت، مِثلُ: عَلِمتُ أنَّ الشَّرَّ ذاهِبٌ لا محالةَ.
5- أن تقَعَ في صَدرِ جُملةِ صِلةِ الموصولِ، نَحوُ قَولِه تعالى: وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ [القصص: 76] .
6- أن تقَعَ بعد واوِ الحالِ، تَقولُ: بُعِثَ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وإنَّ الظُّلمَ سائِدٌ في الأرضِ.
7- أن تَقَع بعد «حيثُ» الظَّرفيَّةُ، نَحوُ: «جلستُ حيثُ إنَّ زيدًا جالِسٌ»؛ لأنَّ (إنَّ) هنا في حُكمِ الابتداءِ؛ إذ «حيث» تُضافُ إلى الجُمَلِ وقد أجاز الكسائي إضافتها للمفرد؛ فعلى قولِه يجوزُ فتح الهمزة بعدها. ينظر: ((حاشية الخضري على ابن عقيل)) (1/ 299). .
8- أن تقَعَ بعد «إذ» الظَّرفيَّةِ، نَحوُ: «كافأتُ الطَّالِبَ إذ إنَّه مجتَهِدٌ».
9- أن تقَعَ في أوَّلِ الجُملةِ الواقعةِ خَبَرًا عن اسمِ ذاتٍ، نَحوُ: (محمَّدٌ إنَّه صادِقٌ).

انظر أيضا: