موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الأوَّلُ: وجوبُ فَتحِ هَمزةِ «أنَّ»


يجِبُ فتحُ همزةِ (أنَّ) إذا صحَّ أن تُؤوَّلَ هي وما بَعْدَها بمَصْدرٍ؛ سواءٌ كان مرفوعًا، أو منصوبًا، أو مجرورًا.
مثالُ المَصدَرِ المُؤَوَّلِ المَرفوعِ: «يَسُرني أنَّك ناجِحٌ»، أي: يَسُرُّني نجاحُك. «أنَّك ناجِحٌ» مصدرٌ مُؤولٌ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلُ «يَسُرُّني».
ومِثالُ وُقوعِه مُبتَدَأً قَولُه تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً [فصلت: 39] .
ومِثالُ وُقوعِه خَبَرًا قَولُك: الجديرُ بالذِّكرِ أنَّ الحياةَ مليئةٌ صُعوباتٍ.
مثالُ المَصدَرِ المُؤَوَّلِ المنصوبِ: «عَلِمتُ أنَّك مُحسِنٌ»، أي: عَلِمْتُ إحسانَك، فـ«أنَّك محسِنٌ» في مَحَلِّ نَصبٍ مَفعولٌ به.
مثالُ المَصدَرِ المُؤَوَّلِ المجرورِ بالحَرفِ: «عَجِبتُ مِن أنَّك نشيطٌ»، أي: عَجِبتُ من نشاطِك. فـ«أنَّك نشيطٌ» في مَحَلِّ جرٍّ بحَرفِ الجَرِّ «مِن».
ومِثالُ المجرورِ بالإضافةِ قَولُه تعالى: فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ [الذاريات: 23]، أي: مِثلَ نُطقِكم، فـ(ما) صِلةٌ أي: «زائِدة»، قال ابنُ يَعيشٍ في ((شرح المفصل)) (5/ 64): ((يُريدُ بالصِّلةِ أنَّها زائِدةٌ، ويعني بالزَّائِدِ: أن يكونَ دُخولُه كخُروجِه مِن غَيرِ إحداثِ معنًى، والصِّلةُ والحَشوُ مِن عِباراتِ الكوفيِّينَ، والزِّيادةُ والإلغاءُ مِن عِباراتِ البَصريِّينَ، وجُملةُ الحُروفِ التي تُزادُ ستَّةٌ: "إنْ"، مكسورةَ الهَمزةِ، و"أنْ" مفتوحةَ الهمزةِ، و"ما"، و"لا"، و"مِن"، والباءُ. وقد أنكَر بعضُهم وُقوعَ هذه الأحرفِ زوائِدَ لغَيرِ معنًى؛ إذ ذلك يكونُ كالعَبَثِ. والتَّنزيلُ مُنزَّهٌ عن مِثلِ ذلك، وليس يخلو إنكارُهم لذلك مِن أنَّهم لم يجِدوه في اللُّغةِ، أو لِما ذكَروه مِن المعنى؛ فإن كان الأوَّلَ فقد جاء منه في التَّنزيلِ والشِّعرِ ما لا يُحصى، وإن كان الثَّانيَ فليس كما ظنُّوا؛ لأنَّ قولَنا: "زائِدٌ" ليس المُرادُ أنَّه قد دخَل لغَيرِ معنًى البتَّةَ، بل يُزادُ لضَربٍ مِن التَّأكيدِ. والتَّأكيدُ معنًى صحيحٌ).   .

انظر أيضا: