موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الخامِسُ: إعرابُ المعطوفِ على اسمِ (إنَّ)


قد يُعطَفُ على اسمِ (إنَّ) اسمٌ مِثلُه، سواءٌ تقدَّم المعطوفُ على الخَبَر أو تأخَّر، ولإعرابِ ذلك صُورتانِ:
الصورةُ الأولى: أن يتأخَّرَ المعطوفُ بعد الخَبَر، مِثلُ: إنَّ الأقمارَ دائراتٌ في الفضاءِ والنُّجومُ؛ فالنُّجومُ: معطوفٌ على الأقمارِ، وقد أتى بعد الخَبَر، ومِثلُه قَولُه تعالى: وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ [التوبة: 3] ؛ فكَلِمةُ: «ورَسولُه» معطوفةٌ على اسمِ الجلالةِ، أي: أنَّ اللهَّ ورَسولَه بريئانِ من المشرِكينَ. ولهذه الصورةِ إعرابانِ جائزانِ:
الأوَّلُ: النَّصبُ على العَطفِ، فتكونُ (النجومُ) معطوفًا منصوبًا، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ، وكذلك (ورسولُه) عند من قرأها بالنَّصبِ وهي قراءة شاذة لا يُقرَأ بها في الصلاة. يُنظَر: ((المبسوط في القراءات العشر)) لابن مهران النيسابوري (ص: 225)، ((البحر المحيط)) لأبي حيان (5/ 367). .
الثَّاني: العَطفُ على محَلِّ اسمِ (إنَّ)، وهو الابتداءُ، وبهذا جاء إعرابُ (ورسولُه) في القراءةِ المتواتِرةِ
الصورةُ الثانيةُ: إذا جاء المعطوفُ قبل الخَبَر، مِثلُ: إنَّ محمَّدًا وعليًّا في الدَّارِ، ومنه قَولُه تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب: 35] . وهذا يُنصَبُ المعطوفُ عليه بالعَطفِ على اسمِ (إنَّ).
وحكمُ المعطوفِ على اسمِ (أنَّ) المفتوحةِ و(لكنَّ) حُكمُ المعطوفِ على اسمِ (إنَّ) المكسورةِ، فتَقولُ: علمتُ أنَّ زيدًا قائمٌ وعَمرٌو / وعَمْرًا، برَفعِ عَمرٍو ونَصْبِه، وتَقولُ: عَلِمتُ أنَّ زيدًا وعَمْرًا قائمانِ، بالنَّصبِ فقط، وكذلك تَقولُ: ما زيدٌ قائمًا لكِنَّ عَمرًا مُنطَلِقٌ وخالِدًا / وخالِدٌ، بنَصبِ خالدٍ ورفْعِه، وما زيدٌ قائِمًا لكِنَّ عَمرًا وخالِدًا مُنطَلِقانِ، بالنَّصبِ فقط.
وأمَّا (ليت) و(لعَلَّ) و(كأنَّ) فلا يجوزُ معها إلَّا النَّصبُ، سواءٌ تقدَّم المعطوفُ على الخَبَر أو تأخَّر، فتَقولُ: لَيت زيدًا وعَمرًا قائمانِ، ولَيت زيدًا قائِمٌ وعَمرًا، بنَصبِ عَمرٍو في المثالَينِ، ولا يجوزُ رَفعُه، وكذلك (كأنَّ) و(لعَلَّ) يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (2/ 48)، ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 125)، ((التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل)) لأبي حيان الأندلسي (5/ 184)، ((شرح ابن عقيل)) (1/ 375، 377). .

انظر أيضا: