موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الرَّابعُ: اسمُ الجَمْعِ


هو الاسمُ الَّذي يدُلُّ على أكْثَرَ مِن اثْنَينِ، وليس له مُفرَدٌ مِن لَفْظِه أو مِن مَعْناه، وليست صيغتُه على وَزْنٍ خاصٍّ بالتَّكْسيرِ، أو غالِبٍ فيه، فيَدخُلُ فيه: ما ليس له مُفرَدٌ مِن لَفْظِه، مِثلُ كَلِمةِ قَوْمٍ ورَهْطٍ؛ فإنَّهما يدُلَّانِ على الجَمْعِ، ولا يوجَدُ مُفرَدٌ لهما مِن لَفْظِهما، بل مِن مَعْناهما، مِثلُ: رَجُل، امْرأة.
ويَدخُلُ فيه: ما يدُلُّ بصِيغتِه على الواحِدِ والأكْثَرِ مِن غيْرِ أن تَتغيَّرَ تلك الصِّيغةُ، نَحْوُ: "فُلْك"، للسَّفينةِ الواحِدةِ والأكْثَرِ، ومِثلُ: وَلَد وضَيْف.
ويَدخُلُ فيه: ما له مُفرَدٌ مِن لَفْظِه ومَعْناه، لكنَّه لم يأتِ على صيغةٍ مِن صِيَغِ جَمْعِ التَّكْسيرِ، مِثلُ: صَحْبٍ ورَكْبٍ؛ فإنَّ لهما مُفرَدًا، وهو صاحِبٌ وراكِبٌ، ولكنَّ هاتَينِ الكَلِمتَينِ لم تَأتيا على وَزْنٍ مِن أوْزانِ الجُموعِ.
ويَدخُلُ فيه: ما كان على وَزْنِ الجَمْعِ، لكنْ أجْرَوا عليه بعضَ أحْكامِ المُفرَدِ، كالتَّصْغيرِ والنَّسَبِ، مِثلُ: رِكابٍ، اسمُ جَمْعٍ لرَكوبةٍ؛ لأنَّهم نسَبوا إليه فقالوا: رِكَابِيٌّ، والجَمْعُ لا يُنسَبُ إليه على لَفْظِه إلَّا إذا جَرى مَجرَى الأعْلامِ، أو أُهْمِل واحِدُه.
ويَدخُلُ فيه: ما له مُفرَدٌ مِن لَفْظِه، ولكنْ إذا عُطِف على هذا المُفرَدِ مُماثِلانِ أو أكْثَرُ كان مَعْنى المَعْطوفاتِ مُخالِفًا لمَعْنى اللَّفْظِ الدَّالِّ على الكَثْرةِ، مِثلُ: قُرَيش؛ فإنَّ مُفرَدَه قُرَشيٌّ. فإذا قيل: قُرَشيٌّ، وقُرَشيٌّ، وقُرَشيٌّ... كان مَعْنى هذه المَعْطوفاتِ هو: جَماعةٌ مَنْسوبةٌ إلى قَبيلةِ "قُرَيشٍ"، وهو مَعنًى يَخْتلِفُ عن مَعْنى "قَبيلةِ قُرَيشٍ"، فليس مَدْلولُ قَبيلةِ قُرَيشٍ مُساوِيًا مَدْلولَ جَماعةٍ مَنْسوبةٍ إلى قُرَيشٍ [77] يُنظر: ((النَّحْو الوافي)) لعباس حسن (4/ 680، 681)، ((المعجم المفصل في اللُّغة والأدب)) لإميل يعقوب وميشال عاصي (ص:112). .

انظر أيضا: