موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الخامس عشر: الاخْتِصاصُ


هو إصْدارُ حُكْمٍ على ضَميرٍ مُبهَمٍ لغيْرِ الغائِبِ –أيْ: لا يأتي هذا الضَّميرُ لِلغائِبِ-، يأتي بعدَه اسمٌ ظاهِرٌ مَعْرِفةٌ يوضِّحُه ويُبيِّنُ المُرادَ به، ويَخُصُّه بحُكْمٍ، مِثلُ: نحن -العَربَ- أكْرَمُ النَّاسِ للضَّيْفِ؛ فقد تَقدَّم ضَميرٌ: (نحن)، وجاء بعدَه اسمٌ ظاهِرٌ: (العَرَب) وضَّح المُرادَ به وبيَّنه، وجعَلَه مُخْتصًّا بالحُكْمِ المَذْكورِ، وهو كَوْنُهم أكْرَمَ النَّاسِ لِلضِّيفانِ، ويكونُ الاسمُ الواقِعُ بَعْدَ الضَّميرِ مَنْصوبًا بفِعلٍ مَحْذوفٍ تَقْديرُه: أخُصُّ.
وقد يكونُ الاسمُ الظَّاهِرُ:
مُعرَّفًا بـ(أل)، مِثلُ: نحن -المُسْلِمينَ- نُحِبُّ الخيْرَ.
أو مُعرَّفًا بالإضافةِ، مِثلُ قَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّا -مَعشرَ الأنْبِياءِ- لا نُورَثُ)) [29] أخرجه أحمد (9972) من حديث أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه. .
أو مُعرَّفًا بالعَلَميَّةِ، مِثلُ قولِ رُؤْبَةَ:
بنا -تَميمًا- يُكشَفُ الضَّبابُ
أو (أيًّا) معَ المُذكَّرِ، أنا -أيُّها العَبْدَ- إلى رَحمةِ اللهِ فَقيرٌ، أو (أيَّةً) معَ المُؤنَّثِ، مِثلُ قولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإنَّ أمينَنا -أيَّتُها الأُمَّةَ- أبو عُبيدةَ بنُ الجَرَّاحِ )) [30] أخرجه مسلم (2419) من حديث أنس رضي الله عنه. [31] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 566، 567)، ((شرح الحدود في النَّحْو)) للفاكهي (ص: 205 )، ((تمهيد القواعد )) لناظر الجيش (2/570)، ((جامع الدروس العَربيَّة)) لمصطفي الغلايني (3/189) و(( النَّحْو الوافي)) لعباس حسن (2/444). .

انظر أيضا: