موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: الإبْدالُ


يأتي الإبْدالُ في اللُّغةِ بمَعْنى التَّغْييرِ والتَّبْديلِ.
أمَّا في الصَّرْفِ فهو أن تَجعَلَ حَرْفًا مَكانَ حَرْفٍ آخَرَ مُطلَقًا.
ونَعْني بالإطْلاقِ هنا: أنَّ ذلك يَجوزُ في أوَّلِ الكَلِمةِ، ووسَطِها، وآخِرِها؛ سواءٌ أكان الحَرْفانِ صَحيحَينِ، مِثلُ: تَلَعْثَمَ؛ فإنَّ أصْلَها تَلَعْذَمَ (بالذَّالِ)، أُبدِلتِ الذَّالُ ثاءً، ومِثلُ: اصْطَبَر؛ فإنَّ أصْلَه: اصْتَبَر (بالتَّاءِ)، أُبدِلتِ التَّاءُ طاءً، وكلٌّ مِنْهما حَرْفٌ صَحيحٌ.
أو مُعتَلَّينِ، مِثلُ: قال وباع؛ فإنَّ أصْلَهما: قوَلَ وبيَعَ، أُبدِل حَرْفُ العِلَّةِ (الواوُ في قوَل، والياءُ في بيَع) حَرْفَ عِلَّةٍ آخَرَ.
أو مُخْتلِفَينِ، مِثلُ: اتَّصَل، فإنَّ أصْلَه: اوْتَصَل، فأُبدِل حَرْفُ العِلَّةِ (الواوُ) بحَرْفٍ صَحيحٍ. فيأتي الإبْدالُ في الحُروفِ الصَّحيحةِ والمُعْتلَّةِ، غيرَ أنَّ وُقوعَ الإبْدالِ في الحُروفِ المُعْتلَّةِ يُسمَّى إعْلالًا بالقَلْبِ، فكلُّ إعْلالٍ بالقَلْبِ إبْدالٌ، وليس كلُّ إبْدالٍ إعْلالًا بالقَلْبِ، ويُدخِلون الهَمْزةَ معَ أحْرُفِ العِلَّةِ لمُقارَبتِها إيَّاها، وكَثْرةِ التَّغْييراتِ الَّتي تَعْتريها [14] يُنظر: ((شرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 214)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) للمرادي (3/1561)، ((شرح الشافية)) للرضي (3/197)، ((جامع الدروس العَربيَّة)) للغلاييني (2/120)، ((المعجم المفصل في اللُّغة والأدب)) لإميل يعقوب وميشال عاصي (ص:26). .

انظر أيضا: