موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الأوَّلُ: شروطُ عَمَلِ (ما) الحِجازيَّةِ عَمَلَ (ليس)


1- أن يتقَدَّمَ اسمُها على خَبَرِها، نَحوُ قَولِه تعالى: مَا هَذَا بَشَرًا [يوسف: 31] ، وقَولِه تعالى: مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِم [المجادلة: 2] ، ومنه قَولُك: «ما زيدٌ قائمًا»، ولا يصِحُّ أن تَقولُ: «ما قائِمًا زيدٌ» على أنَّ «قائمًا» خَبَرُ (ما) الحجازيَّة، ولكِنْ إن تقدَّم يجِبُ الرَّفعُ، فتَقولُ: «ما قائِمٌ زيدٌ» على أنَّ «قائمٌ» مُبتَدَأٌ و«زيدٌ» فاعِلٌ سَدَّ مَسَدَّ الخَبَرِ تقدم شرح الفاعل الذي سد مسد الخبر في باب الخبر. . إلَّا إذا كان الخَبَرُ شِبهَ جُملةٍ، فيجوزُ تقدُّمُه، نَحوُ: «ما في الدَّارِ أحدٌ» «في الدَّارِ» خَبَرُ «ما» مقدَّمٌ.
وقد أجاز بعضُهم نَصْبَ الخَبَر المقدَّمِ على الاسمِ، وقيل: إنَّه لُغةٌ، ومنه قالوا: «ما مُسيئًا مَن أعْتَبَ». وهو شاذٌّ.
2- ألَّا يقتَرِنَ اسمُها بـ«إنْ» الزائدةِ، فلا تَقولُ: ما إنْ زيدٌ قائمًا.
3- ألَّا يقتَرِنَ خَبَرُها بـ«إلَّا»، فلا تَقولُ: ما زيدٌ إلَّا قائمًا؛ لأنَّ «إلَّا» تُبطِلُ النَّفيَ، فمُقتضى الجملةِ إثباتُ القيامِ لزيدٍ لا نَفْيُه عنه.
4- ألَّا يتقدَّمَ مَعمولُ خَبَرها على اسمِها إلَّا إذا كان مَعمولُ الخَبَر شِبْهَ جُملةٍ، فيجوزُ تقدُّمُه مع بقاءِ عَمَلِها.
فتَقولُ: «ما زيدٌ آكلًا طعامَك»؛ فـ«طعامَك» معمولُ خَبَر «ما»، وقد تأخَّر عن اسمِها فانتصَبَ الخَبَرُ، لكِنْ لا يجوزُ أن تَقولُ: «ما طعامَك زيدٌ آكِلًا»؛ لأنَّ مَعمولَ الخَبَر تقدَّم، وهو ليس شِبهَ جملةٍ، فإذا كان مَعمولُ الخَبَرِ شِبهَ جُملةٍ جاز، نَحوُ: «ما في مكَّةَ عبدُ اللهِ مُقيمًا».
5- ألَّا تتَكَرَّر «ما» في الجُملةِ، نحو: «ما ما زيدٌ قائِمٌ»، فالأولى نافيةٌ، والثانيةُ نَفَت النفيَ، ونفيُ النَّفيِ إثباتٌ؛ فبَطَل عَمَلُ «ما» لنَفسِ عِلَّةِ دُخولِ «إلَّا» يُنظَر: ((الجنى الداني في حروف المعاني)) للمرادي (ص: 322)، ((أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)) لابن هشام (1/ 265). .

انظر أيضا: