موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: منهَجُ الكتابِ


يُقَسِّمُ السُّيوطيُّ كتابَه إلى خمسين نوعًا ذكَرها في المُقَدِّمةِ في ستَّةِ أقسامٍ، على النَّحوِ الآتي:
القِسمُ الأوَّلُ: يتضمَّنُ ثمانيةَ أنواعٍ تتحَدَّثُ عن اللُّغةِ من حيثُ إسنادُها، وهي:
الأوَّلُ: مَعرفةُ الصَّحيحِ الثَّابتِ.
الثَّاني: مَعرفةُ ما رُوِي من اللُّغةِ ولم يصِحَّ ولم يَثبُتْ.
الثَّالثُ: مَعرفةُ المتواتِرِ والآحادِ.
الرَّابعُ: مَعرفةُ المُرسَلِ والمنقَطِعِ.
الخامِسُ: مَعرفةُ الأفرادِ.
السَّادسُ: مَعرفةُ من تُقْبَلُ روايتُه ومَن تُرَدُّ.
السَّابعُ: مَعرفةُ طُرُقِ الأخذِ والتَّحمُّلِ.
الثَّامنُ: مَعرفةُ المصنوعِ -وهو الموضوعُ- ويذكُرُ فيه المُدرَجَ والمسروقَ.
القِسمُ الثَّاني: يتضمَّنُ ثلاثةَ عَشَرَ نوعًا تتحدَّثُ عن اللُّغةِ من حيثُ الألفاظُ، وهي:
التَّاسِعُ: مَعرفةُ الفصيحِ.
العاشِرُ: مَعرفةُ الضَّعيفِ والمُنكَرِ والمتروكِ.
الحادِيَ عَشَرَ: مَعرفةُ الرَّديءِ المذمومِ.
الثاني عَشَرَ: مَعرفةُ المطَّرِدِ والشَّاذِّ.
الثالِثَ عَشَرَ: مَعرفةُ الحُوشيِّ والغرائِبِ والشَّواردِ والنَّوادِرِ.
الرابع عَشَرَ: مَعرفةُ المُهمَلِ والمُستعمَلِ.
الخامِسَ عَشَرَ: مَعرفةُ المفاريدِ.
السَّادِسَ عَشَرَ: مَعرفةُ مختَلِفِ اللُّغةِ.
السَّابعَ عَشَرَ: مَعرفةُ تداخُلِ اللُّغاتِ.
الثَّامنَ عَشَرَ: مَعرفةُ توافُقِ اللُّغاتِ.
التاسِعَ عَشَرَ: مَعرفةُ المُعَرَّبِ.
العِشرون: مَعرفةُ الألفاظِ الإسلاميَّةِ.
الحادي والعِشرون: مَعرفةُ المُولَّدِ.
القِسمُ الثَّالثُ: يتضمَّنُ ثلاثةَ عَشَرَ نوعًا تتحدَّثُ عن اللُّغةِ من حيثُ المعنى، وهي:
الثَّاني والعِشرون: مَعرفةُ خصائِصِ اللُّغةِ.
الثَّالِثُ والعِشرون: مَعرفةُ الاشتقاقِ.
الرَّابعُ والعِشرون: مَعرفةُ الحقيقةِ والمجازِ.
الخامِسُ والعِشرون: مَعرفةُ المُشتَرَكِ.
السَّادِسُ والعِشرون: مَعرفةُ الأضدادِ.
السَّابعُ والعِشرون: مَعرفةُ المترادِفِ.
الثَّامِنُ والعِشرون: مَعرفةُ الإتباعِ.
التَّاسِعُ والعِشرون: مَعرفةُ الخاصِّ والعامِّ.
الثَّلاثون: مَعرفةُ المُطلَقِ والمقَيَّدِ.
الحادي والثَّلاثون: مَعرفةُ المُشجَّرِ.
الثَّاني والثَّلاثون: مَعرفةُ الإبدالِ.
الثَّالثُ والثَّلاثون: مَعرفةُ القَلبِ.
الرَّابع والثَّلاثون: مَعرفةُ النَّحتِ.
القِسمُ الرَّابعُ: يتضمَّنُ خمسةَ أنواعٍ ترجِعُ إلى اللُّغةِ من حيثُ لطائفُها ومُلَحُها، وهي:
الخامِسُ والثَّلاثون: مَعرفةُ الأمثالِ.
السَّادسُ والثَّلاثون: مَعرفةُ الآباءِ والأمَّهاتِ والأبناءِ والبناتِ والإخوةِ والأخواتِ والأذواءِ والذَّواتِ.
السَّابع والثَّلاثون: مَعرفةُ ما ورد بوجهَينِ بحيثُ يؤمَنُ فيه التَّصحيفُ.
الثَّامنُ والثَّلاثون: مَعرفةُ ما ورد بوجهَينِ بحيثُ إذا قرأه الألثَغُ لا يُعابُ.
التَّاسِعُ والثَّلاثون: مَعرفةُ الملاحِنِ والألغازِ وفُتيا فقيهِ العَرَبِ.
القِسمُ الخامِسُ: يتضَمَّنُ نوعًا واحدًا يرجِعُ إلى حفظِ اللُّغةِ وضَبطِ مفاريدِها، وفيه يتحدَّثُ عن أوزانِ الأفعالِ والأسماءِ، وهو النَّوعُ الأربعون: مَعرفةُ الأشباهِ والنَّظائِرِ.
القِسمُ السَّادسُ: يتضمَّنُ ثمانيةَ أنواعٍ ترجِعُ إلى رجالِ اللُّغةِ ورُواتِها، وهي:
الحادي والأربعون: مَعرفةُ آدابِ اللُّغويِّ.
الثَّاني والأربعون: مَعرفةُ كُتَّابِ اللُّغةِ.
الثَّالثُ والأربعون: مَعرفةُ التَّصحيفِ والتَّحريفِ.
الرَّابعُ والأربعون: مَعرفةُ الطَّبقاتِ والحُفَّاظِ والثِّقاتِ والضُّعَفاءِ.
الخامِسُ والأربعون: مَعرفةُ الأسماءِ والكُنى والألقابِ والأنسابِ.
السَّادِسُ والأربعون: مَعرفةُ المؤتَلِفِ والمختَلِفِ.
السَّابع والأربعون: مَعرفةُ المتَّفِقِ والمفتَرِقِ.
الثَّامِنُ والأربعون: المواليدُ والوَفَياتُ.
ثمَّ يختِمُ كتابَه بنوعينِ لا ينخَرِطانِ تحتَ أيِّ قسمٍ من الأقسامِ السَّابقةِ، هما:
التَّاسِعُ والأربعون: مَعرفةُ الشِّعرِ والشُّعراءِ.
الخَمسون: مَعرفةُ أغلاطِ العَرَبِ.
محاكاةُ علومِ الحديثِ واضحةٌ بيِّنةٌ في كتابِ المُزْهِرِ؛ من حيثُ الكلامُ على إسنادِ اللُّغةِ، ورجالِها، ورُواتِها، وما صحَّ منها وما لم يَصِحَّ، وهذا ما ذكَره في مُقَدِّمة الكتابِ؛ حيثُ يقولُ: (حاكَيتُ به علومَ الحديثِ في التَّقاسيمِ والأنواعِ، وأتيتُ فيه بعجائِبَ وغرائِبَ حَسَنةِ الإبداعِ) [445] ((المزهر)) للسيوطي (1/ 7). .
والكِتابُ يُعَدُّ موسوعةً في موضوعِه؛ فليس للسُّيوطيِّ من آراءٍ في اللُّغةِ إلَّا في مواضِعَ قليلةٍ، وإلَّا فقد كان السُّيوطيُّ ناقلًا لكلامِ مَن سبقوه، ولم يكُنْ له في المُزهِرِ إلَّا الجَمعَ والتَّرتيبَ، وقولُ السُّيوطيِّ في المُقَدِّمةِ يَشي بذلك؛ حيثُ يقولُ: (هذا عِلمٌ شريفٌ ابتكَرْتُ ترتيبَه، واخترَعتُ تنويعَه وتبويبَه ... وقد كان كثيرٌ ممَّن تقدَّم يُلِمُّ بأشياءَ من ذلك ويعتني في بيانِها بتمهيدِ المسالِكِ، غيرَ أنَّ هذا المجموعَ لم يَسبِقْني إليه سابِقٌ، ولا طَرَق سبيلَه قَبلي طارِقٌ) [446] ((المزهر)) للسيوطي (1/ 7). ؛ ومِن ثَمَّ فلا عَجَبَ إنْ عُلِمَ أنَّ السُّيوطيَّ نَقَل كتابَ "الصَّاحبي" لابنِ فارِسٍ بأكمَلِه في كتابِه "المُزْهِر"، حتَّى إنَّ مُقَدِّمةَ كتابِ "المُزْهِر" هي نفسُ المُقَدِّمةِ التي قدَّم فيها ابنُ فارسٍ لكتابِه "الصَّاحبي"! على أنَّ ذلك ليس فيه إنكارٌ لجُهدِ السُّيوطيِّ، أو لِسَعةِ عِلمِه واطِّلاعِه؛ إذ وعى كتابُه "المُزْهِر" كثيرًا ممَّا تناثَرَ في كُتُبِ اللُّغةِ، وبَذَل السُّيوطيُّ في التَّرتيبِ والاختصارِ والتَّبويبِ جُهدًا لا يُنكَرُ [447] يُنظر: مقدمة المزهر، بتحقيق محمد أحمد جاد المولى بك، ومحمد أبي الفضل إبراهيم، وعلي محمد البجاوي. .



انظر أيضا: