موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الخامسُ: منهَجُ الثَّعالبيِّ في فِقهِ اللُّغةِ


1- يبدأُ بذِكرِ الأبوابِ الجامعةِ التي تشتَمِلُ على المعنى العامِّ الأساسيِّ، ويرتِّبُ الألفاظَ في فصولٍ تتَّصِلُ بالمعنى العامِّ للبابِ.
2- تختلفُ الأبوابُ طُولًا وقِصَرًا؛ فمن الأبوابِ ما أتى قصيرًا؛ مِثلُ: البابِ الثَّاني في التَّنزيلِ والتَّمثيلِ [429] يُنظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 31). ، ومنها ما أتى طويلًا؛ مِثلُ: البابِ الخامسَ عَشَرَ: في الأصولِ والأعضاءِ والرُّؤوسِ والأطرافِ وأوصافِها، وما يتولَّدُ منها ويتَّصِلُ بها ويُذكَرُ منها [430] يُنظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 82). .
3- تختلفُ الفصولُ من حيثُ الكثرةُ والقِلَّةُ أيضًا بَينَ الأبوابِ؛ فمنها ما لم يتجاوَزْ ثلاثةَ فصولٍ؛ مِثلُ: البابِ السَّابعِ والعِشرين: في الحِجارةِ [431] يُنظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 202). ، ومنها ما كثُرت فصولُه؛ مِثلُ: البابِ الخامِسَ عَشَرَ: في الأصولِ والأعضاءِ والرُّؤوسِ والأطرافِ وأوصافِها، وما يتولَّدُ منها ويتَّصِلُ بها ويُذكَرُ منها [432] يُنظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 82). ، وفيه سِتَّةٌ وسِتُّون فصلًا.
4- يَتَّبعُ الثَّعالبيُّ طرائقَ عِدَّةً في إيرادِه الموادَّ اللُّغويَّةَ وتحليلِها؛ منها:
أن يشرحَ اللَّفظَ أوَّلًا، ثمَّ يذكُرَ اللَّفظَ الذي تُطلِقُه العَرَبُ عليه، كقولِه في بابِ الكُلِّيَّاتِ: (كلُّ ما علاك فأظَلَّك فهو سماءٌ) [433] يُنظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 25). ، ثمَّ يُتبِعُ ذلك بذِكرِ الشَّاهدِ إن وُجِدَ، كقولِه: (كلُّ شَهرٍ في صَمِيمِ الحَرِّ فهو شَهْرُ نَاجِرٍ؛ قال ذو الرُّمَّةِ من الطَّويل:
صَرًى آجِنٌ يَزوِي له المَرْءُ وَجْهَهُ
إذا ذاقَهُ الظَّمْآنُ في شَهْرِ ناجِرِ) [434] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 28).
أن يذكُرَ اللَّفظَ ثمَّ يشرَحَ دلالَتَه، كقولِه: (الصُّبْحُ أوَّلُ النَّهارِ، الغَسَقُ أوَّلُ اللَّيْلِ) [435] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 37). ، ويذكُرَ الشَّاهدَ أيضًا إن وُجِد، كقولِه: (الحافِرةُ أوَّلُ الأمْرِ، وهي من قَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ، أي: في أوَّلِ أمرِنا) [436] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 37). .
أن يذكُرَ اللَّفظَ في سياقِه الاستعماليِّ، كقولِه: (مَالٌ لُبَدٌ، ماءٌ غَدَقٌ، جَيشٌ لَجِبٌ، مَطَرٌ عُبَابٌ، فاكِهةٌ كَثيرةٌ) [437] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 49). .
قد يُورِدُ الموادَّ دونَ شرحٍ لها، كذِكرِه أسماءَ النَّارِ، وأسماءَ الدَّواهي [438] يُنظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 211، 212). ، وذِكْرِه ساعاتِ النَّهارِ مُرتَّبةً من أوَّلِه إلى آخِرِه [439] يُنظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 215). .
5- تنوَّعَت الشَّواهِدُ في كتابِه مع إعطاءِ أهمِّيَّةٍ للشَّواهِدِ القُرآنيَّةِ، حتَّى إنَّه سمَّى الجزءَ الثَّانيَ من كتابِه باسمِ "سِرُّ العَرَبيَّةِ في مجاري كلامِ العَرَبِ وسَنَنِها، والاستشهادُ بالقرآنِ على أكثَرِها" [440] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 219). ، وقد يُوردُ الآيةَ، وقد يكتفي بأن يقولَ: نطق بها القُرآنُ، كقولِه في البابِ الأوَّلِ: في الكُلِّيَّاتِ: (الفَصلُ الأوَّلُ: فيما نطق به القرآنُ من ذلك) [441] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 25). ، وقد بلغ عددُ الشَّواهِدِ القُرآنيَّةِ نحوَ سِتَّةٍ وثلاثين شاهدًا، وبلغت شواهِدُ الحديثِ ستَّةً وخمسين شاهدًا.
6- أمَّا شواهِدُ الشِّعرِ فقد بلغَت ستَّةً وخمسين شاهدًا، قد يَنسُبُها لقائِلِها، وقد لا يفعَلُ، وقد لا يُورِدُ الشَّاهِدَ الشِّعريَّ أصلًا، كما يفعَلُ مع الشَّواهِدِ القرآنيَّةِ؛ فيقولُ مثلًا: (هو في شِعرِ لَبيدٍ) [442] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 40). ، وقد يُطلِقُ الأمرَ فيقولُ: (وقد نطقَت به أشعارُ العَرَبِ) [443] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 154). .

انظر أيضا: