موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الأوَّلُ: سبَبُ تأليفِ الكتابِ


ألَّف أبو منصورٍ الثَّعالبيُّ كتابَه لأحَدِ الأمراءِ يُدعى أبا الفَضلِ عُبَيدَ اللهِ بنَ أحمدَ الميكاليَّ، يقولُ عنه الثَّعالبيُّ: (أديب ذي صدرٍ رحيبٍ، وقريحةٍ ثاقبةٍ، ودرايةٍ صائبةٍ، ونفسٍ ساميةٍ، وهمَّةٍ عاليةٍ، يحِبُّ الأدَبَ، ويتعصَّبُ للعربيَّةِ، فيَجمَعُ شَملَها ويُكرِمُ أهلَها) [408] ((الصاحبي)) لابن فارس (ص: 16). ، وقد كانت تدورُ بينه وبين هذا الأميرِ محاوراتٌ تخُصُّ اللُّغةَ وأسرارَها وخصائِصَها وجوامِعَها، ممَّا لم يكُنْ مجموعًا في كتابٍ؛ فأشار عليه الأميرُ (بالبحثِ عن أمثالِها، وتحصيلِ أخواتِها، وتذييلِ ما يتَّصِلُ بها وينخَرِطُ في سِلكِها، وكَسْرِ دفترٍ جامعٍ عليها) [409] ((الصاحبي)) لابن فارس (ص: 20). ، حتى قال له الأميرُ: (إنَّك إن أخَذْتَ فيه أجَدْتَ وأحسَنْتَ، وليس له إلَّا أنت) [410] ((الصاحبي)) لابن فارس (ص: 20). ، ويذكُرُ الثَّعالبيُّ أيضًا أنَّ الأميرَ قد حدَّ له الحدودَ والمعالمَ، والخطوطَ العريضةَ التي يسيرُ عليها في كتابِه؛ يقولُ: (فأقام لي في التَّأليفِ معالمَ أقِفُ عندَها، وأقفو حَدَّها، وأهابَ بي إلى ما اتَّخَذتُه قِبلةً أُصلِّي إليها، وقاعدةً أبني عليها؛ من التَّمثيلِ والتَّنزيلِ، والتَّفصيلِ والتَّرتيبِ، والتَّقسيمِ والتَّقريبِ) [411] ((الصاحبي)) لابن فارس (ص: 20). .

انظر أيضا: