موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّالثُ: سببُ وجودِ الظَّاهرةِ


 ذكر ابنُ الأنباريِّ في مُقَدِّمةِ الكتابِ سببَينِ لوقوعِ ظاهرةِ الأضدادِ في اللُّغةِ؛ هما:
الأوَّلُ: أنَّ المعنيَينِ في الأصلِ من بابٍ واحدٍ، ثمَّ تداخَلا على جهةِ الاتِّساعِ؛ مثلًا: الصَّريمُ، يُقالُ للَّيلِ والنَّهارِ؛ لأنَّ كلًّا منهما ينصَرِمُ من الآخَرِ، فبابُ المعنيَينِ واحدٌ، وهو القَطعُ.
الثَّاني: أنَّ وقوعَ اللَّفظِ الواحِدِ على معنيَينِ متضادَّينِ من قَبيلِ تداخُلِ اللُّغاتِ؛ فقد يَستخدمُ حيٌّ من أحياءِ العَرَبِ اللَّفظَ لأحَدِ المعنيَينِ، ويَستخدِمُ الحيُّ الآخَرُ اللَّفظَ للمعنى الآخَرِ، ثمَّ يسمَعُ بعضُهم لغةَ بعضٍ، فيأخُذُ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، فيقَعُ توارُدُ اللَّفظِ الواحِدِ على معنيَينِ متضادَّينِ [361] يُنظر: ((الأضداد)) لابن الأنباري (8 – 12). ، وهذا السَّببُ ارتآه الفارسيُّ، كما نقَل عنه ابنُ سِيدَه، وعلى هذا القولِ فإنَّ ظاهرةَ "الأضداد" لا تكونُ قَصدًا في الوضعِ ولا أصلًا له [362] يُنظر: ((المخصص)) لابن سيده (4/ 173). .

انظر أيضا: