موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّالثُ: المَآخِذُ على الكِتابِ


لعلَّ أهمَّ المَآخِذِ على ذلك المُعجَمِ أنَّه اعْتَنى بالمُصْطلَحاتِ العِلميَّةِ أكْثَرَ منِ اعْتِنائِه بغيرِها مِنَ الغَريبِ اللُّغويِّ، حتَّى قال أفرامُ البُستانيُّ: ((ليس بالمُعجَمِ اللُّغويِّ الصِّرْفِ، إنَّما هو إلى ذلك مُعجَمُ اصْطِلاحاتٍ عِلميَّةٍ وتاريخيَّةٍ وجُغرافيَّةٍ واجْتِماعيَّةٍ؛ اصْطِلاحاتٍ مُقرَّرةٍ أو مُقْترَحةٍ، وهو فوق ذلك مُعجَمُ تَرْجمةٍ؛ إذْ إنَّ المُؤلِّفَ حرَص في تَطلُّبِه دِقَّةَ التَّحْديدِ ووُضوحَ التَّعْريفِ أنْ يَضعَ بإزاءِ الألْفاظِ المُهمَّةِ ما يُقابِلُها في الفَرنسيَّةِ والإنْجليزيَّةِ، وإذا بكِتابِه خَمْسةُ مَعاجِمَ في مُعجَمٍ واحِدٍ!)) [318] ((المدارس المُعجَمية، دراسة في البنية التَّركيبية)) لعبد القادر عبد الجليل (ص: 421). .
هذا فضْلًا عمَّا عِيبَ على المُعجَمِ السَّابِقِ، وهو أنَّ تَرْتيبَ المَوادِّ في المَعاجِمِ بحسَبِ المَنْطوقِ، بغَضِّ النَّظرِ عنِ الحُروفِ الأصْليَّةِ والمَزيدةِ، يُؤدِّي إلى إهْمالِ أهمِّ خَصائِصِ العَربيَّةِ، وهي الاشْتِقاقُ.

انظر أيضا: