موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: (مُعجَمُ المَرجِعِ) لعبدِ اللهِ العلايلي


وُلِد عبدُ اللهِ العلايلي في بَيروتَ سَنةَ 1914م، وتَعلَّم في جامِعةِ الأزْهرِ، فاتَّقد قَلْبُه بحبِّ العَربيَّةِ، والغَيرةِ عليها، والحِرصِ على الدِّفاعِ عنها، الَّذي رأى أنَّ اللُّغةَ العَربيَّةَ تَرْتبطُ ارْتِباطًا وَثيقًا بنَشاطِ الإنْسانِ، وأنَّها لا بدَّ أن تَتحرَّكَ بقانونِ الغايةِ، لا قانونِ السَّببيَّةِ الَّذي أخضَعَها السَّابقون له قَسْرًا وعَنَتًا، حتَّى انْعَزلتْ رأسًا وكادتْ تَنْقلِبُ بِناءً فَوقيًّا مُنْقطِعًا.
كما أنَّه يَرى أنَّ المَعاجِمَ القَديمةَ فيها طائِفةٌ كَبيرةٌ مِنَ الأخْطاءِ، كما أنَّها لم تَعرِضْ لكَثيرٍ مِنَ التَّراكيبِ التَّقْليديَّةِ، فوق أنَّها هجَرتِ المُصْطلَحَ العِلميَّ والفنِّيَّ هجْرًا تامًّا.
وقد كان ذلك باعِثًا على أنْ يَقومَ العلايلي بكِتابةِ مُعجَمِه "المَرجِع" الَّذي وصَفه بأنَّه: (عَمَلٌ يتَّصِلُ بالأساسِ اللُّغويِّ، ويَتَصاعَدُ معَ اللُّغةِ تَصاعُدَها الطَّبيعيَّ الحَيويَّ الحَضاريَّ؛ فهو يَكشِفُ عن تَطوُّرِ اللُّغةِ في جانِبِها اللُّغائيِّ "الفيلولوجيِّ"، ثمَّ يحقِّقُ دَلالتَها القَديمةَ، ويَصِلُ بَيْنَها وبَيْنَ ما يَحمِلُ الذِّهنُ الحَديثُ مِن طَوابِعَ ومَفاهيمَ، ليَفرُغَ أخيرًا إلى فَتْحِ بابِ الاشْتِقاقِ على مِصراعَيه، وتَطبيقِه بأوسَعِ أشْكالِه) [317] ((مقدمة المرجع)) لعبد الله العلايلي (ص: هـ). .
لم يَنْتهِ العلايلي مِن إنْهاءِ مُعجَمِه، بل مات دونَ إكْمالِه.

انظر أيضا: