موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الرَّابِعُ: المَآخِذُ على الكِتابِ


لا ريبَ أنَّ أهمَّ ما يُؤخَذُ على هذا النَّوعِ مِنَ المَعاجِمِ أنَّه يَسْعى إلى قَتْلِ أهمِّ خَصائِصِ العَربيَّةِ، وهي الاشْتِقاقُ؛ فإنَّ الطَّالِبَ إذا اسْتَعمل هذا المُعجَمَ لم يَعُدْ بحاجةٍ إلى أنْ يَتعرَّف أُصولَ الكَلِماتِ، ولا أنْ يَعرِفَ الصِّلةَ بَيْنَ تلك الكَلِمةِ وأخْتِها، وأنَّ جَميعَ الكَلِماتِ الَّتي يَشمَلُها ذلك الجَذْرُ مُتَقارِبةٌ في المَعْنى، وأنَّ الجَذْرَ نفْسَه يدُلُّ على معنًى مُعيَّنٍ، كما أفادَه ابنُ فارِسٍ في ((المَقاييس)).
هذا النَّوعُ مِنَ المَعاجِمِ إنَّما يَحسُنُ في اللُّغاتِ الَّتي لا يَربِطُ كَلِماتِها نَوعُ عَلاقةٍ، كاللُّغةِ الإنْجليزيَّةِ وغيرِها؛ إذْ لا عَلاقةَ بَيْنَ كَتَب "write"، وبَيْنَ كِتابٍ "book"، وبَيْنَ مَكْتبٍ "office".
إنَّ السَّعْيَ إلى إحْياءِ اللُّغةِ العَربيَّةِ لا يكونُ أبدًا بهَدْمِ ثَوابِتِها أو إلْغاءِ جُذورِها؛ فهذه الدَّعاوى تُشْبهُ دَعاوى تَيسيرِ اللُّغةِ العَربيَّةِ بإلْغاءِ النَّحْوِ والإعْرابِ! ولا ريبَ أنَّ تلك الفِكْرَةَ كانت قَريبةً مِنَ العُلَماءِ السَّابِقينَ، غيرَ أنَّهم أهْمَلوها حِفاظًا على بِنْيةِ اللُّغةِ وخَصائِصِها، وآثَروا التَّرْتيبَ وَفقَ الجَذْرِ اللُّغويِّ.
وفضْلًا عن هذه المَآخِذِ فثَمَّةَ بعضُ المَآخِذِ على المُعجَمِ، ومنْها:
1- عَدَمُ وُجودِ الشَّواهِدِ اللُّغويَّةِ.
2- عَدَمُ النَّصِّ على المَعاني الحَديثةِ أوِ الألْفاظِ المُوَلَّدةِ أوِ المُعرَّبةِ أوِ الدَّخيلةِ.
3- عَدَمُ بَيانِ المَعْنى الحَقيقيِّ مِنَ المَعْنى المَجازيِّ.

انظر أيضا: