موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: (أقْرَبُ المَوارِدِ في فُصَحِ العَربيَّةِ والشَّوارِدِ) للشَّرْتُونيِّ


هذا المُعجَمُ أكْبَرُ مُعجَمٍ أنْتَجه اليَسوعيُّون، ومِن أجْمَعِ المَعاجِمِ للمُفرَداتِ العَربيَّةِ؛ فقدِ اتَّخَذ مِنَ ((القاموس المُحيط)) عِمادًا، ثمَّ أجْرى عليه بعضَ التَّغْييراتِ؛ فقد غيَّر تَرْتيبَ الألْفاظِ داخِلَ المَوادِّ، وتَصرَّف في بعضِ العِباراتِ.
وقد دفَعتْه صُعوبةُ مَناهِجِ المَعاجِمِ القَديمةِ إلى وَضْعِ مُعجَمٍ يَصِلُ بالطَّالِبِ إلى طَلِبَتِه، ويَجدُ فيه المُبْتغي بُغْيتَه؛ إذ وجَد مِنَ المَعاجِمِ العَربيَّةِ صُعوبةً وكُلْفةً في الألْفاظِ والمَعاني، يقولُ: (ثمَّ إنَّ أئِمَّةَ المُسلِمين -والحقُّ يُقالُ- انْتَجعوا مِنَ الاشْتِغالِ باللُّغةِ كلَّ مُنْتجَعٍ، حتَّى لم يَبقَ مِن هذا الوَجْهِ في قَوسِ التَّأليفِ مَنزِعٌ، وهذه فَهارِسُ المُعجَماتِ ناطِقةٌ بِذلك، وكاشِفةٌ عمَّا لهم مِن واسِعِ الفَضْلِ هنالك.
على أنَّ خُطَّتَهم في جَمْعِ اللُّغةِ تُحلِّئ الظِّماءَ عن مَوارِدِهم وإن عَذُبتْ، وتَمْنو مُمارِسي كُتُبِهم بضِيقِ الصَّدرِ وإن رَحُبتْ؛ فقد جاؤوا بمَعاني الكَلِمةِ الواحِدةِ شَتاتَ شَتاتَ، كأنَّها أزْماعُ نَبات، فأيمُ اللهِ ليُوشِكنَّ جَلَدُ النَّاشِدِ أنْ يَنفَدَ قبل الظَّفَرِ بضالَّتِه، ووقتُ الطَّالِبِ أنْ يَتجرَّمَ دونَ إمْساكِ نادَّتِه، وهم فوق ذلك لم يُكثِبوا النَّظرَ فُروعَ المَوادِّ، بل أتَوا بها كالمُتواري في خَمْرِ الوادِ) [260] ((أقرب الموارد في فصيح العَربيَّة والشوارد)) للشرتوني (1/6). .

انظر أيضا: