موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: (مُحيطُ المُحيطِ) لبُطْرسٍ البُستانيِّ


أوَّلُ مُعجَمٍ أنْتَجه اليَسوعيُّون، وهو أوَّلُ مُعجَمٍ مِن مَعاجِمِ الألْفاظِ جاء في العَصْرِ الحَديثِ.
كان للنَّهْضةِ الَّتي اقْتَحمتِ البِلادَ العَربيَّةَ في النِّصفِ الثَّاني مِنَ القَرْنِ التَّاسعَ عشَرَ دَورٌ بارِزٌ في انْتِشارِ الكُتُبِ والمَطْبوعاتِ، وكَثْرَةِ البُحوثِ والدِّراساتِ، وبالطَّبعِ كان للُّغةِ مِن ذلك وافِرُ الحَظِّ والنَّصيبِ؛ إذ أصابتْها أسْهُمُ النَّقْدِ والتَّحامُلِ والاتِّهامِ بالجُمودِ، ودَعاوى التَّجْديدِ، فاتَّقدتْ نِيرانُ الغَيرةِ في قُلوبِ اللُّغويِّين، وهبُّوا للدِّفاعِ عن هُوِيَّتِهم العَربيَّةِ بالذَّودِ عن حِياضِ اللُّغةِ، ودعا بعضُهم إلى إنْشاءِ مُعجَمٍ جَديدٍ يَتناسَبُ معَ ظُروفِ العَصْرِ وألْفاظِه، يَجمَعُ ما اشْتَهر وتُعورِفَ عليه مِنَ الألْفاظِ والكَلِماتِ، حتَّى وإن كانت مُولَّدةً أو مُعرَّبةً، ويَرفَعُ يديه ما أمْكنَ عنِ الكَلِماتِ المُهمَلةِ المُندَثِرةِ، ويُشتَرَطُ فيه أنْ يكونَ سَهْلَ المَأخَذِ، مُوجَزَ العِبارةِ، واسِعَ المُفرَداتِ، سَهْلَ التَّرْتيبِ.
فكان أوَّلُ تلك المَعاجِمِ "مُحيطَ المُحيطِ" لبُطْرسٍ البُستانيِّ، الَّذي اعْتَمد فيه على "القاموس المُحيط"، فلخَّصَه وهذَّبه ونقَّحه، وزادَ عليه، وأعاد تَرْتيبَه على وَفقِ التَّرْتيبِ الألِفْبائيِّ [254] يُنظر: ((المُعجَم العَربيُّ بَيْنَ الماضي والحاضر)) لعدنان الخطيب (ص:51). .

انظر أيضا: