موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الأوَّلُ: الغَرَضُ مِن تَأليفِ الكِتابِ


رمَى ابنُ فارِسٍ في هذا الكِتابِ إلى كَشْفِ السِّتارِ عنِ المَعْنى الأصْليِّ المُشترَكِ في جَميعِ صِيَغِ المادَّةِ، وسمَّى هذه المَعانيَ الأُصولَ أوِ المَقاييسَ -وهو ما يُسمِّيه اللُّغويُّون بالاشْتِقاقِ الكَبيرِ- الَّذي يُرجِعُ مُفرَداتِ كلِّ مادَّةٍ إلى مَعْنًى أو مَعانٍ تَشْترِكُ فيها هذه المُفرَداتُ [216] يُنظر: ((المُعجَم العَربيُّ: نشأته وتطوره)) لحسين نصار (2/240)، ((مقدمة الصحاح)) للعطار (ص:88)، ((المَعاجِم اللُّغويَّة العَربيَّة: بداءتها وتطورها)) لإميل يعقوب (ص:85). .
قال ابنُ فارِسٍ: (إنَّ ‌لِلُغةِ العَربِ مَقاييسَ صَحيحةً، وأُصولًا تَتفرَّعُ منها فُروعٌ، وقد ألَّف النَّاسُ في جَوامِعِ اللُّغةِ ما ألَّفوا، ولم يُعرِبوا في شيءٍ مِن ذلك عن مِقياسٍ مِن تلك المَقاييسِ، ولا أصْلٍ مِنَ الأُصولِ) [217] ((مقاييس اللُّغة)) لابن فارس (1/3). .
فسعَى ابنُ فارِسٍ إلى تَوضيحِ هذه الفِكْرَةِ في كِتابِه، والدِّفاعِ عنها، والبَرْهَنةِ على صِحَّتِها، وإماطةِ اللِّثامِ عن بَيانِ الأصْلِ المُشْترَكِ بَيْنَ بَني الوَحدةِ اللُّغويَّةِ، وإرجاعِ كلِّ مادَّةٍ لُغويَّةٍ إلى مَعْنًى عامٍّ، أو مَعانٍ تَشْترِكُ فيها هذه المُفرَداتُ [218] يُنظر: ((المدارس المُعجَمية دراسة في البنية التَّركيبية)) لعبد القادر الجليل (ص:216). .

انظر أيضا: