موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الأوَّلُ: سَببُ تَسْميةِ الكِتابِ بِهذا الاسمِ


لم يَصِلِ الكِتابُ إلينا كامِلًا، فلم يَطَّلِعْ أحدٌ على مُقدِّمتِه؛ لذلك كان مَعْنى اسمِ الكِتابِ مَحَلَّ خِلافٍ بَيْنَ العُلَماءِ والباحِثينَ، واخْتِلافُهم على النَّحْوِ الآتي:
1- قيل: سمَّاه بالجِيمِ؛ لأنَّه بدأه بالجِيمِ كما بَدأ الخَليلُ كِتابَه بالعَينِ، إلَّا أنَّ الكِتابَ ليس مَبدوءًا بالجِيمِ [206] يُنظر: ((المزهر)) للسيوطي (1/71). .
وهناك احْتِمالٌ آخَرُ هو أنْ يكونَ المُؤلِّفُ قد بَدأ مُعجَمَه بالجِيمِ فِعْلًا، ولكنْ جاء بعدَه مَنْ أعاد تَرْتيبَ الكِتابِ على التَّرْتيبِ الهِجائيِّ المَعْروفِ [207] يُنظر: ((البَحْث اللُّغويُّ عند العَرب)) لأحمد مختار عمر (ص: 211). .
2- قيل: سُمِّي بالجِيمِ؛ لأنَّه انْتَهى بحَرْفِ الجِيمِ [208] يُنظر: ((البَحْث اللُّغويُّ عند العَرب)) لأحمد مختار عمر (ص: 210). .
3- يَرى الفَيْرُوزاباديُّ أنَّ مِن مَعاني الجِيمِ الدِّيباجَ، وأنَّه سمِع ذلك عمَّن نقَلوا عن مُؤلِّفِ الجِيمِ؛ فلعلَّه سمَّاه بالجِيمِ صِفةً للكِتابِ، وإظْهارًا لقِيمتِه؛ فهو كالدِّيباجِ [209] يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز)) للفَيرُوزاباديِّ (2/351). .
ويَبْدو أنَّ المُؤلِّفَ -لجَريِه وَراءَ الغَريبِ- قد أطْلَق على مُعجَمِه لَفْظًا وأرادَ به مَعْناه الغَريبَ؛ فالجِيمُ في اللُّغةِ: الدِّيباجُ، ولكنْ يُعكِّرُ على هذا التَّخْريجِ أنَّ تَفْسيرَ الجِيمِ بالدِّيباجِ لم يَرِدْ في مُعجَمِ الجِيمِ نفْسِه [210] يُنظر: ((البَحْث اللُّغويُّ عند العَرب)) لأحمد مختار عمر (ص: 210). . وكلُّ هذه احتمالاتٌ؛ لأنَّ الكتابَ ليس بينَ أيدينا منه إلَّا نسخةٌ مخطوطةٌ. واللهُ أعلمُ.

انظر أيضا: