موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ السَّادسُ: نَموذَجٌ مِنَ الكِتابِ


‌‌ن ع ل
(النَّعْلُ: ما وُقِيتْ به القَدَمُ مِنَ الأرضِ، كالنَّعْلةِ) كما في المُحكَمِ، وفي الصِّحاحِ: النَّعْلُ: الحِذاءُ، (مُؤنَّثةٌ)، تَصْغيرُها نُعَيلةٌ، وقال شَيخُنا: التَّأنيثُ يَرجِعُ إلى النَّعْلِ المُجرَّدِ مِنَ التَّاءِ، أمَّا النَّعْلةُ فهي بالَّتاءِ لا يُحتاجُ إلى تَنْصيصٍ على تَأنيثِها، والتَّأنيثُ فيها مَعْروفٌ، وخالَفتِ المُؤنَّثاتِ المُجرَّدةَ مِنَ الهاءِ في أنَّها إذا صُغِّرتْ لا تُرَدُّ لها الهاءُ كأمْثالِها، بل تُصغَّرُ مُجرَّدةً على خِلافِ القِياسِ.
وفي الحَديثِ: ((أنَّ رَجلًا شكا إليه رَجْلًا مِنَ الأنْصارِ فقال: يا خَيرَ مَنْ يَمْشي بنَعْلٍ فَرْدِ...)) [200] أورده الخطابي في ((غريب الحديث)) (1/669) .
قال ابنُ الأثيرِ: النَّعْلُ مُؤنَّثةٌ، وهي الَّتي تُلبَسُ في المَشْيِ، تُسمَّى الآنَ تاسومةً، ووصَفها بالفَرْدِ، وهو مُذكَّرٌ؛ لأنَّ تَأنيثَها غيرُ حَقيقيٍّ، والفَرْدُ: هي الَّتي لم تُخصَفْ ولم تُطارَقْ، وإنَّما هي طاقٌ واحِدٌ. والعَربُ تَمدَحُ برِقَّةِ النِّعالِ وتَجعَلُها مِن لِباسِ المُلوكِ، فأمَّا قولُ كُثَيِّرٍ:
له نَعَلٌ لا تَطَّبي الكَلْبَ رِيحُها... وإنْ وُضِعتْ وَسْطَ المَجالِسِ شُمَّتِ
فإنَّه حرَّك حَرْفَ الحَلْقِ لانْفِتاحِ ما قبلَه، كما قال بعضُهم: يَغَدُو وهو مَحَمُومٌ، في: يَغْدُو وهو مَحْمُومٌ، وهذا لا يُعَدُّ لُغةً، إنَّما هو مُتْبَعٌ ما قبلَه. ولو سُئل رَجلٌ عن وَزْنِ يَغَدُو وهو مَحَمومٌ لم يَقُلْ: إنَّه يَفَعلُ ولا مَفَعُول، حقَّقه ابنُ جنِّي في المُحْتسَبِ، (ج: نِعالٌ)، بالكَسْرِ.
(و) أبو عبدِ اللهِ (الحُسينُ بنُ أحْمَدَ بنِ) أبي الحَسَنِ، مُحمَّدِ بنِ (طَلْحةَ) بنِ مُحمَّدِ بنِ عُثْمانَ الكَرْخيُّ البَغْداديُّ، ويُعرَفُ بالحافِظِ؛ لحِفْظِه النِّعالَ، وهو مُسنِدُ بَغدادَ، وجدُّه أبو الحَسَنِ مُحمَّدُ بنُ طَلْحةَ، روَى عن أبي بَكْرٍ الشَّافعيِّ، وأبي مُحمَّدٍ البَرْبَهاريِّ، وابنِ الجِعابيِّ، وعنه الخَطيبُ، مات
(وإسْحاقُ بنُ مُحمَّدِ) بنِ إسْحاقَ عن جَعْفرٍ الفِريابيِّ، وعنه البَرْقانيُّ، وولَدُه أبو بَكْرٍ مُحمَّدُ بنُ إسْحاقَ عن عليِّ بنِ دَليلٍ الوَرَّاقِ، ومات قبل سَنةِ سَبْعينَ وثَلاثِ مِائةٍ.
(و) روى عنه ابنُ أختِه (أبو عليِّ ابنُ دُوما)، روَى عنه ابنُ نَبْهانَ: (النِّعاليُّون مُحدِّثون)، نُسِبوا إلى عَمَلِ النِّعالِ، إلَّا أبا عبدِ اللهِ الحُسينيَّ فإلى حِفْظِ النِّعالِ.
(ونَعِل، كفَرِح) نَعَلًا (وتَنَعَّل وانْتَعَل: لَبِسها) فهو ناعِلٌ ومُنْتعِلٌ ومُتَنعِّلٌ.
(و) مِنَ المَجازِ: النَّعْلُ: (حَديدةٌ في أسْفَلِ غِمْدِ السَّيفِ) مُؤنَّثةٌ. وفي المُحكَمِ: في أسْفَلِ قِرابِه، وفي الأساسِ: أسْفَلِ جَفْنِه، قال ذو الرُّمَّةِ:
إلى مَلِكٍ لا تَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُه... أجَلْ، لا، وإنْ كانت طِوالًا مَحامِلُه
وصَفه بالطُّولِ وهو مَدْحٌ. وفي الحَديثِ: ((كان نَعْلُ سَيفِ رَسولِ اللهِ مِن فِضَّةٍ )) [201] أخرجه مطولًا النسائي (5374) واللفظ له، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1399) باختلاف يسير من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. . وفي النِّهايةِ: نَعْلُ السَّيفِ: ما يكونُ في أسْفَلِ جَفنِه مِن حَديدةٍ أو فِضَّةٍ؛ ولِذا قال شَيخُنا: إنَّ الحَديدةَ ليست قَيْدًا.
(و) في المُحكَمِ: النَّعْلُ: (القِطْعةُ) الصُّلْبةُ (الغَليظةُ مِنَ الأرضِ) شِبهُ الأكَمَةِ (يَبرُقُ حصاها ولا تُنبِتُ) شيئًا. وقيل: هي قِطْعةٌ تَسيلُ مِنَ الحَرَّةِ، مُؤنَّثةٌ، قال الشَّاعِرُ:
فِدًى لامْرئٍ والنَّعْلُ بَيْنَي وبَيْنَه... شَفى غَيمَ نفْسي مِن رُؤوسِ الحَواثِرِ
قال الأزْهَريُّ: النَّعْلُ: نَعْلُ الجَبلِ، والغَيمُ: الوِتْرُ والذَّحْلُ، والحَواثِرُ مِن عبدِ القَيسِ. والجَمْعُ نِعالٌ، قال امْرُؤُ القَيسِ يصِفُ قومًا مُنْهزمين:
كأنَّهم حَرْشَفٌ مَبْثوثٌ
بالجَوِّ إذْ تَبرُقُ النِّعالُ
ومنه ما ذكره الخطابي وابن الأثير: ((إذا ابْتلَّتِ النِّعالُ فالصَّلاةُ في الرِّحالِ)) [202] ذكره الخطابي في ((غريب الحديث)) (1/73)، وابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث)) (5/185)، ولم نجده بهذا اللفظ، ولكن روي عن أسامة بن عمير الهذلي رضي الله عنه (أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في يوم جمعة وأصابهم مطر لم يبتل أسفل نعالهم فأمرهم أن يصلوا في رحالهم) أخرجه أبو داود (1059) واللفظ له، وابن ماجه (936)، وأحمد (20704) باختلاف يسير. ، قال ابنُ الأثيرِ: النِّعالُ: جَمْعُ نَعْلٍ، وهو: ما غَلُظَ مِنَ الأرضِ في صَلابةٍ، وإنَّما خصَّها بالذِّكرِ؛ لأنَّ أدْنى بَلَلٍ يُنَدِّيها بخِلافِ الرِّخْوةِ؛ فإنَّها تَنْشَفُ الماءَ.
قال الأزْهَريُّ: يقولُ إذا مُطِرَتِ الأرَضونَ الصِّلابُ فزَلِقتْ بمَنْ يَمْشي فيها، فصلُّوا في مَنازِلِكم، ولا عليكم ألَّا تَشْهَدوا الصَّلاةَ في مَساجِدِ الجَماعاتِ.
وقال ابنُ الأعْرابيِّ: النَّعْلُ مِنَ الأرضِ والخُفِّ والكُراعِ والضِّلَعِ كلُّ هذه لا تكونُ إلَّا مِنَ الحَرَّةِ؛ فالنَّعْلُ منها شَبيهٌ بالنَّعْلِ، فيها ارْتِفاعٌ وصَلابةٌ، والخُفُّ أطْولُ مِنَ النَّعْلِ، والكُراعُ أطْولُ مِنَ الخُفِّ، والضِّلَعُ أطْولُ مِنَ الكُراعِ، وهي مُلتويةٌ كأنَّها ضِلَعٌ. ومِثلُه للزَّمَخْشَريِّ في الأساسِ، وجعَله مِنَ المَجازِ.
(و) مِنَ المَجازِ: النَّعْلُ: (الرَّجلُ الذَّليلُ) الَّذي (يُوطَأُ كما تُوطَأُ الأرْضُ)، كذا في الجَمْهَرةِ، وفي الأساسِ: كما تُوطَأُ النَّعْلُ، قال القُلاخُ:
شَرُّ عَبيدٍ حَسَبًا وأصْلَا
دارِجةً مَوْطُوءةً ونَعْلَا [203] ((تاج العروس)) للزبيدي (31/7 - 9).

انظر أيضا: