موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّاني: الغَرَضُ مِن تَأليفِ الكِتابِ


هدَف الفَيْرُوزاباديُّ في قاموسِه إلى الجَمْعِ والاسْتِقْصاءِ لألْفاظِ اللُّغةِ ومُفرَداتِها، على أنْ يكونَ ذلك في صُورةٍ مُوجَزةٍ، وعِباراتٍ مُخْتصَرةٍ؛ فقد قال في مُقدِّمةِ كِتابِه: (وكنتُ بُرهةً مِنَ الدَّهرِ ألْتَمِسُ كِتابًا جامِعًا بَسيطًا، ومُصنَّفًا على الفُصَحِ والشَّوارِدِ مُحيطًا، ولمَّا أعياني الطِّلابُ شرَعتُ في كِتابيَ المَوسومِ بـ "اللَّامِعِ المُعلِّمِ العُجابِ، الجامِعِ بَيْنَ المُحكَمِ والعُبابِ"... وسُئلتُ تَقْديمَ كِتابٍ وَجيزٍ على ذلك النِّظامِ، وعَمَلٍ مُفرَغٍ في قالَبِ الإيجازِ والإحْكامِ، معَ الْتِزامِ إتْمامِ المَعاني، وإبْرامِ المَباني؛ فصرَفتُ صَوبَ هذا القَصْدِ عِناني، وألَّفتُ هذا الكِتابَ مَحْذوفَ الشَّواهِدِ، مَطْروحَ الزَّوائِدِ، مُعرِبًا عنِ الفُصَحِ والشَّوارِدِ) [185] ((القاموس المحيط)) للفَيرُوزاباديِّ (ص:26). .
ويَنْسجِمُ هذا الهَدَفُ -الجَمْعُ والاسْتِقْصاءُ- معَ اسمِ الكِتابِ الَّذي قال عنه في مُقدِّمتِه: (وسمَّيتُه "القاموسَ المُحيطَ"؛ ‌لأنَّه ‌البَحْرُ الأعْظَمُ) [186] يُنظر: ((القاموس المحيط)) للفَيرُوزاباديِّ (ص:27)، ((المُعجَم العَربيُّ: نشأته وتطوره)) لحسين نصار (2/455). .

انظر أيضا: