موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّاني: الغَرَضُ مِن تَأليفِ الكِتابِ


للمؤلِّفِ هدَفانِ رَئِيسانِ في هذا الكِتابِ، وهما الاسْتِقْصاءُ والتَّرْتيبُ؛ فقد رأى أنَّ المَعاجِمَ السَّابِقةَ عليه لم تُعْنَ إلَّا بواحِدٍ منْهما، فإذا كان المُعجَمُ جامِعًا للمَوادِّ اللُّغويَّةِ لم يَكُنْ مُرتَّبًا، وإذا كان مُرتَّبًا لم يَكُنْ جامِعًا، فأراد ابنُ مَنْظورٍ أنْ يَجمَعَ بَيْنَ الحُسْنَيَينِ، ويُوفِّقَ بَيْنَ الأمْرَينِ [176] يُنظر: ((المُعجَم العَربيُّ: نشأته وتطوره)) لحسين نصار (2/429). .
قال ابنُ مَنْظورٍ: ((فجمَعتُ منها في هذا الكِتابِ ما تَفرَّق، وقرَنتُ بَيْنَ ما غرَّبَ منها وبَيْنَ ما شرَّق، فانْتَظم شَمْلُ تلك الأُصولِ كلِّها في هذا المَجْموعِ... وليس لي في هذا الكِتابِ فَضيلةٌ أمُتُّ بها، ولا وَسيلةٌ أتَمسَّكُ بسَببِها، سوى أنِّي جمَعتُ فيه ما تَفرَّقَ في تلك الكُتُبِ مِنَ العُلومِ، وبسَطتُ القولَ فيه ولم أشْبَعْ باليَسيرِ... فإنَّني لم أقْصِدْ سِوى حِفْظِ أُصولِ هذه اللُّغةِ النَّبويَّةِ وضَبْطِ فَضْلِها؛ إذْ عليها مَدارُ أحْكامِ الكِتابِ العَزيزِ والسُّنَّةِ النَّبويَّةِ... شَرْطُنا في هذا الكِتابِ المُبارَكِ أن نُرتِّبَه كما رتَّب الجَوهَريُّ صِحاحَه) [177] ((لِسان العَرب)) لابن منظور (1/8). .

انظر أيضا: