موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الأوَّلُ: الغَرَضُ مِن تَأليفِ الكِتابِ


اخْتَصر الرَّازيُّ ((الصِّحاح)) للجَوهَريِّ؛ وذلك لأنَّه رأى أنَّ هذا الكِتابَ (أحْسَنُ أُصولِ اللُّغةِ تَرْتيبًا، وأوفرُها تَهْذيبًا، وأسْهَلُها تَناوُلًا، وأكْثَرُها تَداوُلًا)، وقال: (اقْتَصرتُ فيه على ما لا بدَّ لكلِّ عالِمٍ فَقيهٍ، أو حافِظٍ أو مُحدِّثٍ أو أدِيبٍ؛ مِن مَعْرفتِه وحِفْظهِ) [167] ((مختار الصحاح)) للرازي (ص:7). .
ولم يَكْتفِ الرَّازيُّ بتَلخيصِ (الصِّحاحِ) واخْتِصارِه، بل أضاف إليه ما فات الجَوهَريَّ في (الصِّحاح) ما انْتَقاه مِنَ الكُتُبِ الأخرى، مِثلُ تَهْذيبِ الأزْهَريِّ، وغيرِه مِنَ المَعاجِمِ [168] يُنظر: ((المَعاجِم العَربيَّة)) لعبد الله درويش (ص:97). .
وقد وضَع الرَّازيُّ كِتابَه على نفْسِ تَرْتيبِ الصِّحاحِ للجَوهَريِّ، فجاء الكِتابُ في أصْلِه على مَدرَسةِ القافِيةِ، وبِهذا طُبِع أوَّلَ الأمرِ؛ إذ طبَعَتْه مَطْبعةُ بُولاقَ، ثمَّ أعاد طِباعتَه أحْمَد عبد الغَفور عطَّار. إلَّا أنَّ وِزارةَ المَعارِفِ المِصريَّةَ ارْتأتْ تَسْهيلَ الأمرِ على الدَّارِسين والباحِثين، فأمَرتْ بإصْدارِ طَبعةٍ منه، يُراعَى فيها تَرْتيبُ الحُروفِ ألفبائيًّا، فانْتَشرتْ تلك الطَّبْعةُ، وأقبل الدَّارِسون عليها [169] يُنظر: ((البَحْث اللُّغويُّ عند العَرب)) لأحمد ختار عمر (ص:253). .
وقد آثَرْنا هنا أن نَضعَ كِتابَ (مُخْتار الصِّحاح) ضِمْنَ كُتُبِ مَدرَسةِ القافِيةِ؛ لأنَّه المَنهَجُ الَّذي اخْتارَه المُؤلِّفُ، وتَرَك عليه كِتابَه، وطُبِع قبلَ ذلك مرَّاتٍ، قبل أن تُغيِّرَ وِزارةُ المَعارِفِ المِصريَّةُ مَنهَجَه.

انظر أيضا: