موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ السَّادسُ: نَموذَجٌ مِنَ الكِتابِ


(بابُ الرَّاءِ في الهَمْزِ)
رزَأْتُ الرَّجُلَ أرزَؤُه رُزءًا ومَرْزِئةً: إذا أصَبْتَ منه خيرًا. ورُزِئ فُلانٌ مالَه: إذا أُصِيبَ به، ومنه الرَّزِيَّةُ.
وربَأتُ القومَ أربَؤُهم رَبْأً: إذا كنتَ لهم طَليعةً. ورَبَأْتُ بك عن هذا الأمرِ أرْبَأُ بك، أي: عظَّمْتُك وأجْللْتُك عنه.
ورفَأتُ الثَّوبَ أرْفَؤُه رَفْأً. ورَفَّأتُ المُمْلِكَ أُرَفِّئُه تَرْفِئةً وتَرْفيئًا: إذا قلتَ له: بالرِّفاءِ والبَنينَ، وكأنَّ مَعْنى قولِهم بالرِّفاءِ، أي: بالالْتِئامِ، مَأخوذٌ مِن رَفأتُ الثَّوبَ: إذا لاءَمتَه. ورافأني الرَّجلُ في البَيعِ وفي السِّعْرِ مُرافأةً: إذا حاباك فيه.
ورمَأتِ الإبِلُ بالمَكانِ تَرْمَأُ رَمْأً ورُموءًا: إذا أقامَتْ به.
ورَثَأتُ اللَّبَنَ أرثَؤُه رَثْأً: إذا حلبتَ حَليبًا على حامِضٍ. والرَّثيئةُ: اللَّبَنُ الخاثِرُ. وأهْلُ اليَمَنِ يقولون: رثَأتُ المَيِّتَ، في مَعْنى رَثَيتُه.
ورقَأَتْ عَيني تَرقَأُ رَقْأً ورُقوءًا: إذا جفَّ دَمعُها.
ورَدُؤَ الشَّيءُ رَداءةً: إذا صار رَديئًا فاسِدًا.
وروَّأتُ في الأمرِ تَروِئةً وتَرْويئًا: إذا نظرتَ فيه ولم تَعْجلْ بالجَوابِ، ومنه اشْتِقاقُ الرَّوِيَّةِ.
ورأَبتُ القدَحَ أرأَبُه رَأْبًا: إذا شَعَبتَه.
ورَؤْفتُ بالرَّجلِ أرْؤُفُ رَأفةً، ورأَفْتُ به أرْأَفُ، كلٌّ مِن كَلامِ العَربِ، ورأَف رَأفةً.
وتقولُ: رَهْيَأتُ رأيي رَهْيأةً: إذا لم تُحْكِمْه. وتَرَهْيأتِ السَّحابةُ: إذا سارتْ سَيرًا رُوَيدًا. وفي الحَديثِ: ((فإذا سَحابةٌ تَرَهْيأُ))  [147]أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9/290) بلفظ: (غَيَابَةً تَرَهْيَأ) من قول ابن مسعود رضي الله عنه . قال الشَّاعِرُ:
فتلك غَيايةُ النِّقَمَاتِ أضْحَتْ
تَرَهْيأُ بالعِقابِ لمُجرِمينا
قال أبو بَكْرٍ: رُوِي عنِ الأصْمَعيِّ أنَّه قال: جاء يَرْنَأُ في مَشْيِه: إذا جاء يَتَثاقَلُ.
ورابأْتُ الشَّيءَ مُرابأةً: إذا اتَّقَيتَه.
وراءيتُ الرَّجلَ مُراءاةً، والاسمُ الرِّياءُ.
والرَّاءُ: نَبْتٌ.
وتقولُ: رأَّيتُ الرَّجلَ، مِثلُ رعَّيتُ، تَرْئِيةً: إذا أمْسَكتَ له المِرآةَ ليَنظُرَ فيها.
وتقولُ: رَأْرَأَتْ عَينُ الرَّجلِ رَأْرأةً: إذا كانت لا تَسْتقِرُّ مِنَ الإدارةِ، والرَّجلُ رَأْراءٌ، والأنْثى رَأْراءةٌ [148] (جمهرة اللُّغة)) لابن دريد (2/1098). .
عُيوبُ مَدرسَتَيِ التَّقْليبِ:
لا يُنكِرُ أحدٌ فَضْلَ مَعاجِمِ العَينِ وتَهْذيبِ اللُّغةِ والجَمْهَرةِ ونَحْوِها على العُلَماءِ والمُصنِّفين والدَّارِسين وطَلبةِ العِلمِ، فلم يُصنِّفْ أحدٌ مُعجَمًا إلَّا وهو عِيالٌ على تلك المَعاجِمِ، وكانت نَواةً لمِثلِ هذا النَّوعِ مِنَ التَّصْنيفاتِ، فلفَتتْ أنْظارَ الكَثيرِ مِن اللُّغويِّين إلى مِثلِ هذا الجَمْعِ والتَّأليفِ. إلَّا أنَّ نِظامَ التَّقْليبِ الَّذي اتَّبعَه أصْحابُ هذه المُؤلَّفاتِ كان صَعْبًا ثَقيلًا على القارِئِ والباحِثِ؛ إذْ لا يَسْتطيعُ الباحِثُ عن مَعْنى كَلِمةٍ ما أنْ يَجِدَها بسُهولةٍ في تلك المَعاجِمِ إلَّا إذا عرَف طَريقةَ التَّقْليبِ ووعاها جيِّدًا، ثمَّ عرَف على أيِّ نَوعٍ مِنَ التَّقْليبِ يَعْتمِدُ هذا الكِتابُ؛ أعَلى التَّقْليبِ الصَّوتيِّ أمِ الألِفْبائيِّ؟ وبعدَها يَذهَبُ إلى الكِتابِ والبابِ المُناسِبَين للكَلِمةِ الَّتي يُريدُ البَحْثَ فيها، ثمَّ يَنظُرُ في التَّقْليباتِ حتَّى يَصِلَ إلى ضالَّتِه.
لِهذا لم يَسْتمِرَّ العُلَماءُ على هذا النِّظامِ كَثيرًا، وإنَّما رأَوا ضَرورةَ الانْصِرافِ عنه إلى أسْلوبٍ أَيْسرَ، ومَنهَجٍ أَوْجَزَ وأَبْيَنَ، فكان عُدولُهم عنه إلى مَدارِسَ أخْرى، مِثلُ: القافِيةِ والألِفْبائيَّةِ وغيرِهما.

انظر أيضا: